نادي ليفربول الإنجليزي هو افضل الأندية تاريخاً على المدار المحلي و ربما الأوروبي , فهو الفريق الفائز ب18 بطولة من بطولات الدوري و الفائز بأربع بطولات اوروبية مختلفة , و إذا كان ليفربول التسعينات مختلفاً تمام الإختلاف عن ليفربول السبعينات , فإنه يجدر بنا ان نتوقف مع تاريخ ليفربول عبر اكثر من قرن من الزمان لنتعرف على النادي الأعظم في تاريخ الكرة الإنجليزية . إن بداية إنشاء نادي ليفربول غريبة تستحق ان نتوقف عندها و نسرد القصة منذ بدايتها .. ففي عام 1888 بدأ الدوري الإنجليزي لأول مرة , و كان يضم النادي العريق ايفرتون الذي كان يلعب مبارياته على ملعب آنفيلد . في ذلك الوقت كان جون هولدينج يمتلك ارض الملعب و كان يؤجره لنادي ايفرتون مقابل السماح له بإقامة مبارياته على ارضه , و في عام 1892 رحل نادي ايفرتون عن ملعب آنفيلد بعد الإختلاف مع هولدينج حول مقابل ايجار الملعب , ليصبح هولندج مالكاً لملعب بلا ناد . لكن ذلك لم يطول كثيراً , حيث قرر الأيرلندي الموهوب جون ماكينا ان ينشئ نادي جديد , و بمبلغ 500 جنيه استرليني اقترضها ماكينا , بدأ في تأسيس نادي ليفربول و بدأ في البحث عن لاعبين موهوبين ينضمون للفريق , جاء بمعظمهم من اسكتلندا عدا الحارس الإنجليزي بيل ماكوين , و استطاع ذلك الفريق الناشئ ان يحصل على بطولتين في عامه الأول , فحصل على لقب دوري مقاطعة لانكشاير و كأس مقاطعة ليفربول , ليتم السماح له بالإشتراك في دوري القسم الثاني الإنجليزي . و بالفعل دخل ليفربول دوري القسم الثاني ليثبت انه نادي يسعى لمجرد الوجود في الدوري , فاستطاع الفريق في ذلك الوقت ان يفوز بدوري القسم الثاني بدون هزيمة واحدة ليصعد الى دوري القسم الأول , و يتسبب ذلك في ارتفاع عدد الجماهير التي تشاهد مباريات الفريق من عدة مئات قليلة الى 3000 مشجع بعدما سمعوا عن الفريق الذي يمطر شباك منافسه بالأهداف الغزيرة . لكن للأسف , لم ينجح الفريق الصاعد في الصمود طويلاً في الدرجة الأولى , فعاد للقسم الثاني مرة اخرى , غير ان الفريق استعاد توازنه في الموسم التالي و استطاع الصعود مرة ثانية و استطاع الصمود هذه المرة ليبقى فيه و يصبح احد اندية الدرجة الأولى , ثم انهى ليفربول عام 1899 بلقب وصيف كأس انجلترا اعرق بطولات الكأس في العالم , ثم ما لبث ان حصل على اول القابه في بطولة الدوري عام 1901 مع بداية القرن العشرين تحت قيادة توم واتسون تلميذ العبقري الكبير ماكينا , و عاد مرة اخرى عام 1906 ليحصل على اللقب للمرة الثانية في تاريخه , و قد احتاج ملعب آنفيلد في ذلك الوقت للتوسع و التجديد لكي يستوعب جيش الجماهير المتدفق على مباريات الفريق الذي بدأ يكون شعبية عريضة .
في عام 1920 و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى , بدأ الفريق الإنجليزي العريق في البحث عن البطولات مرة اخرى و تم تعيين ديفيد آشوورث الحكم السابق مدرياً فنياً للفريق - و هو احد الحكام القلائل الذين اتجهوا للتدريب بعد الإعتزال – و حصل على الدرع مرة ثالثة عام 1922 . و نجح آشوورث في تلك الفترة في مساعدة اللاعبين على إخراج ما بداخلهم من طاقات و إمكانات و نجح في ضم الحارس الأسطوري اليشا سكوت والذي قال عنه ديكسي دين اسطورة ايفرتون و انجلترا انه احسن حارس مرمى لعب امامه. و في الموسم التالي نجح الفريق في الحفاظ على لقبه رغم انه انهى الموسم بدون مدربه العملاق آشوورث الذي رحل في محاولة لإنقاذ نادي اولدهام – اقرب الأندية الى قلبه – لكنه فشل في مهمته . و في نهاية العشرينات اجرى نادي ليفربول توسيعات جديدة في الملعب حتى اصبح يستقبل 28 الف مشجع في عام 1928 . لم تحمل فترة الثلاثينات اكثر من الإحباط لمشجعي الفريق الإنجليزي , فلم يحصل الفريق على اي لقب و احتل الفريق منتصف الجدول في تلك الفترة . و يبدو ان الأمر كان يحتاج لحرب جديدة حتى يعود ليفربول للفوز بالبطولات , فحصل الفريق على درع الدوري عام 1947 و ذلك بسبب الموهبتين الجديدتين بيلي ليدل و بوب بايسلي بالإضافة للاعب نيوكاسل السابق البرت ستابينس تحت قيادة المدرب جورج كاي . و تبدأ فترة عصيبة اخرى على النادي , عندما يقرر مجلس الإدارة عدم إشتراك بايسلي في المباراة النهائية للكأس امام الأرسنال , مما يجعل نجم ليفربول يقرر الرحيل من النادي . و قادت هذه المشاكل الفريق نحو الهاوية , فنجا الفريق من الهبوط في موسم 1953 , لكنه لم ينجح في ذلك الموسم التالي ليهبط ليفربول الى القسم الثاني عام 1954 محققاً اسوأ سلسلة من النتائج في تاريخ الدوري الإنجليزي منذ نشأته و حتى الآن . انحسرت الأضواء في هذه الفترة عن ليفربول و بدا ان الفريق سيبقى في القسم الثاني للأبد , حتى جاء عصر شانكلي .. جاء شانكلي الى النادي عام 1959 ليصبح المدير الفني و المتحكم الأول في كافة ما يتعلق بالفريق الإنجليزي