حقق زفين جوران إريكسون مدرب إنجلترا هدفه من اللقاء باحتلال صدارة المجموعة الثانية غير أن انكشاف نقاط ضعف فريقه كانت أبرز خسائر الإنجليز والتي ربما يستغلها منافسوهم للإطاحة بهم من الأدوار التالية للمونديال. لم تختلف طريقة لعب إنجلترا عن المبارتين الماضيتين أمام ترينيداد وبارجواي ، خطة 4-4-2 الصريحة بالاعتماد على فرانك لامبارد وأوين هارجريفيز - بديل ستيفن جيرارد - في قلب الوسط ، ومنح الأول حرية هجومية وفي المقابل يضطلع الثاني بمهمة ضبط خط الوسط دفاعيا. استفاد الإنجليز من الأداء المتوازن الذي لعبت به السويد في الشوط الأول فسيطروا على مجريات أول 45 دقيقة ، وبدت الجبهة اليسرى لهم أخطر من نظيرتها اليمنى بفضل الميول الهجومية لجو كول وزميله الظهير أشلي كول ، فيما تتوقف خطورة الجبهة اليمنى على عرضيات ديفيد بيكام القاتلة دون مساندة من الظهير جيمي كارجر الذي يلعب في غير مركزه لغياب جاري نيفيل الأكثر تفاهما مع قائد إنجلترا. وفي الشوط الثاني عندما وجد السويديون ظهورهم للحائط وقرروا مبادلة الإنجليز الهجوم ، انكشفت دفاعات إريكسون ، فالمنتخب الإنجليزي بدا عاجزا تماما عن التعامل مع الكرات الثابتة المحيطة بمنطقة جزاءه سواء من ركنيات أو ركلات حرة ، رغم أن خط الدفاع هو أقوى خطوط إنجلترا ، فلم ينجح ريو فرديناند أو بديله سول كامبل في انتزاع سيادة ألعاب الهواء من السويديين ، وهو موقف قد تواجهه إنجلترا في الأدوار التالية كثيرا. أما الخطأ الأهم لإريكسون فكان سحب روني والإبقاء على بيتر كراوتش مقابل الدفع بستيفن جيرارد في وسط الملعب. نزول جيرارد منع النتيجة من أن تصبح 3-1 لصالح السويد ، إذ سجل هدفا ومنع أخر ببراعة كبيرة ، لكن عندما تلعب إنجلترا أو أي فريق بطريقة 4-5-1 يجب أن تعتمد على مهاجم قوي ينجح في تشكيل خطورة على مرمى المنافس بمفرده ويتسبب وجوده في إرهاب المدافعين المنافسين حتى لا يخاطرون بالتقدم لمساندة زملائهم. وهذه المواصفات تنطبق تماما على واين روني وليس كراوتش الذي أثبت فشله - رغم جهده الوافر - في اللعب بهذا الأسلوب في مباراة بارجواي الأولى حينما استمر في الملعب وحيدا دون أوين ، وفي وسع روني أيضا أن يقوم بسحب فريقه كاملا حتى لو كان وحده في نصف ملعب الخصم ، ولعل ما فعله بدفاعات فرنسا في "يورو 2004" خير شاهد على صحة هذا الكلام. وبعيدا عن أسلوب اللعب كانت خسارة إنجلترا الأفدح في هذا اللقاء هي إصابة مايكل أوين لأنها ستحد من تغييرات إريكسون الهجومية في الأدوار التالية ، لأنه سيجد نفسه مجبرا في كل مرة على البدء بكراوتش وروني ، ويبقى البديل الوحيد على الدكة هو ثيو والكوت الذي لم يخض أي لقاءات رسمية مع إنجلترا من قبل. لقد كان هذا اللقاء بمثابة جرس إنذار كبير لإريكسون حتى يعدل من المهام التي لا تتناسب مع طبيعة لاعبيه في اللقاءات المقبلة .. فهل يتعلم الدرس؟!