هذا ليس عنوان لمقال ، وإنما طلب قد يكون أقل غرابة من مطالب بعض مدربي ورؤساء الأندية بإعادة كل مباراة يخسرونها ، ولكنه يحمل نفس السخط الذي يحملونه بداخلهم وعدم الاعتراف بالهزيمة. هوجة أطلقها منذ أسابيع بعض مدربي الأندية المصرية ، وأصبح طلبا عاديا نقرأه كثيراً وهو : "إعادة المباراة التي هزمنا فيها انحياز التحكيم" ، مع بعض التصريحات التي تحمل تهديدات للجنة الحكام ، والكوميدي أن التحيز أصبح تهمة غير منطقية في ظل اتهام كل الحكام بالتحير لكل الأندية ، والأكثر سخرية أنه طلب غير واقعي لا يمكن تطبيقه بكل السهولة التي يتخيلها الشاكين لمجرد خطأ تحكيمي. بدأ هذه التصريحات مدرب حرس الحدود حلمي طولان بعد مباراة الأهلي ، ووصل به الأمر إلى حد مطالبة الفيفا بإعادة المباراة ، ولأن الغضب جعله لا يرى شيئا ، فقد أدخل الحقيقة في الباطل ، فقد اعترض على الحكم أحمد عودة لأنه أشهر البطاقة الحمراء في وجه لاعبه في بداية الشوط الثاني وهو ما أثار جدلاً واسعاً ، ولكنه أكد أن قرار الطرد كان خطأ ، وهو ما لا ينم إلا عن تعصب. وأعتقدت أنها تصريحات مدرب تعبر عنه فقط أو لأنه حتى يحمل ذكريات مؤلمة لمباراة الأهلي من العام الماضي ، ولكن الحالة أصبحت عامة ، فالكثير تتبع طولان وأراد إعادة المباراة ، فجاء الإسماعيلي وطالب بإعادة مباراته مع الزمالك لأن الحكم طرد محمد حمص الذي اعتبره البعض أنه من أجل عدم مشاركة اللاعب في مباراة الأهلي المقبلة! وأخيراً - وأظنه ليس آخراً - وفي ظل حالة الاحتقان النفسي التي يعيشها الوسط الكروي ، طالب النادي المصري بإعادة مباراته التي خسرها بثلاثية نظيفة أمام إنبي. وكنت أريد ألا أتحدث بنفس الطريقة التي يخاطبنا بها الحكام ، فدائماً يؤكدون لنا أنهم بشر خطائون مثل باقي عناصر اللعبة من لاعبين ومدربين ورؤساء ، ولكني لم أجد أي مفر من التحدث بهذه اللهجة لأننا بالفعل نغفر مايفعله كل المشاركين في نشاط كرة القدم ما عدا الحكام ، ولا نفرق ما بين الخطأ التحكيمي والانحياز رغم أنه سهل للغاية التفريق بينهما.
هوجة أطلقها منذ أسابيع بعض مدربي الأندية المصرية ، وأصبح طلبا عاديا نقرأه كثيراً هو : "إعادة المباراة التي هزمنا فيها انحياز التحكيم". مع كل هفوة تحكيمية يتم تعليق المشانق من أجل إعدام الظالمين ، في الوقت نفسه تجد مهاجم هذا الفريق يضيع نصف دستة أهداف ، منها ما هو داخل الست ياردات ، وحارسه أخطأ في إحكام قبضته على كرة جاءته من رمية تماس وسقطت من يده في المرمى ، ولكن مع كل هذا ، ينبري أحد أعضاء الجهاز الفني بعد انتهاء المباراة ليؤكد أنه لن يتحدث عن التحكيم ولن يتهمه بأنه سبب الخسارة ، وأنه يترك الرأي للجمهور على ضربة الجزاء الصحيحة التي لم يحتسبها الحكم والتسلل الواضح الذي جاء منه هدف المنافس! وأعتقد أن هؤلاء المقصرين لم يقرأوا تصريحات المدرب الهولندي فرانك ريكارد بعد خروج فريقه برشلونة من كأس إسبانيا أمام ريال ساراجوسا رغم فوزه في مباراة العودة ، ولكنه كان يحتاج لمزيد من الأهداف ، وكان الفريق الكتالوني بالفعل قد تعرض لظلم واضح ، إذ لم تحتسب له ضربة جزاء صحيحة ، وتعرض نجمه البرازيلي رونالدينيو للطرد في واقعة شديدة الغرابة. وكم شعرت بالأسى والحزن بعدما قرأت ما قاله ريكارد ، فقد قال : "من العار علينا أن نتهم التحكيم بأنه السبب في خسارتنا ، فلو كنا إجتهدنا كما يجب وأحرزنا من الأهداف ما يؤهلنا لم يكن يستطيع أحد إيقافنا .. ثم لماذا هذه الضجة ، ألم يضع لاعبي برشلونة أهدافاً كثيرة وأخطأت أنا في إدارة المباراة ، لماذا إذن يتحمل الحكم المسئولية بمفرده"؟ هذه تصريحات مدرب بعد مباراة هزم فيها وحزين من أجل الخسارة وليست لحكم أو لاعب يجلس في استوديو التحليل يتحدث ولا يفعل ، كم كانت تصريحاته رائعة وتحمل من الدروس ما يجعل وصول برشلونة إلى هذا المستوى أمر طبيعي مع مدرب يتحمل المسئولية كاملة ولا يلقيها على الآخرين. ألأا يجب أن يتعلم مدربونا ومسئولونا من تصريح ريكارد الكثير ، بدلا من أن نفاجأ يوما بأننا سنعيد مسابقة الدوري كلها "من الأول" من كثرة الطلبات والشكاوى .. الفارغة؟!