تنطلق مساء الثلاثاء منافسات دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا بمواجهتين مثيرتين تحملان قدرا كبيرا من المفارقات وتجمعان بنفيكا البرتغالي مع برشلونة الإسباني وأرسنال الإنجليزي مع اليوفنتوس الإيطالي تحت شعار "رفاق الأمس .. خصوم اليوم". سيكون على الهولندي رونالد كومان المدير الفني لبنفيكا أن يقود فريقه ضد نادي برشلونة الذي لعب في صفوفه منذ أكثر من 15 عاما وسجل هدف الفوز له على حساب سامبدوريا عام 1992 في نهائي مسابقة دوري الأبطال الوحيدة التي فاز بها النادي الكتالوني طوال تاريخه. والمثير أن جماهير بنفيكا التي ستحتشد في ملعب دا لوز لا تحمل ذكريات طيبة للهولندي الأخر فرانك ريكارد المدير الفني لبرشلونة الذي سجل هدف الفوز عندما كان لاعبا في صفوف ميلان في شباك ممثل البرتغال في نهائي البطولة عام 1990. والطريف أن المدربين الهولنديين كانا من أشهر أعضاء منتخب "الطواحين البرتقالية" الذي فاز بكأس الأمم الأوروبية عام 1988 ، وعلق كومان على هذه العلاقة قائلا : "لعبنا وتعلمنا سويا ، ولكن الأن لم نعد لاعبين ولن نلعب ضد بعضنا" ، أما ريكارد فكان أكثر تحديدا وقال : "يجب أن نفرق بين الصداقة والعمل". وعلى صعيد المباراة يعمل كومان ألف حساب للبرازيلي رونالدينيو نجم برشلونة واعترف إنه سيخصص له رقابة خاصة خلال اللقاء ، وسيدفع بالمهاجم الإيطالي فابريزيو ميكولي بدلا من رأس الحربة الأساسي نونو جوميش الغائب للإيقاف. أما برشلونة الذي يعد أبرز المرشحين لنيل دوري الأبطال هذا العام فيعاني من مجموعة من الإصابات التي ستبعد قائد الفريق كارليس بويول والأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي إدميلسون والمكسيكي رافاييل ماركيز عن المشاركة. ولا ينسى كبار السن من بين مشجعي بنفيكا أن أول لقب أوروبي لفريقهم كان على حساب برشلونة في نهائي بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري موسم 1960-1961 عندما تغلبوا على الكتالونيين بنتيجة 3-2 وأنهوا احتكار ريال مدريد للبطولة منذ انطلاقها عام 1955.
فييرا وإذا كانت الكثير من الذكريات ستشغل بال جماهير بنفيكا وبرشلونة ، فمن المؤكد أن الأمر ذاته ينطبق على جماهير نادي أرسنال التي ستقابل قائد فريقها السابق الفرنسي باتريك فييرا للمرة الأولى مرتديا ألوان فريقه الحالي اليوفنتوس على ملعب هايبري. وقال فييرا الذي لعب لصالح أرسنال لمدة تسع سنوات فاز خلالها بثلاث بطولات دوري وأربع بطولات كأس أنه يتوقع استقبالا دافئا من جماهير "المدفعجية". وكانت وسائل الإعلام الإنجليزية قد شغلت عشاق أرسنال منذ إعلان نتيجة قرعة دور الثمانية بشكل المواجهة التي ستحدث بين فييرا والإسباني الشاب فرانسيسك فابريجاس لاعب وسط "المدفعجية" وهو ما حاول مدربه الفرنسي أرسين فينجر التقليل من تأثيره قائلا :"فابريجاس لاعب سريع وأسلوبه يختلف عن فييرا الذي يعتمد على قوته البدنية قبل كل شيء". ولا يدين فييرا وحده بالفضل لفينجر في تفجير طاقاته عندما كان لاعبا شابا ، بل يتساوى معه زميلاه الفرنسيان ليليان تورام وديفيد تريزجيه لاعبي اليوفنتوس اللذان تخرجا من مدرسة موناكو للناشئين التي كان مدرب الأرسنال مسئولا عنها في أوائل التسعينيات. وفي الجهة المقابلة سيجد النجم الفرنسي تييري هنري قائد أرسنال نفسه في مواجهة فريقه القديم الذي باعه إلى النادي اللندني منتصف التسعينيات لعدم إجادته اللعب في خط الوسط قبل أن يفجر فينجر طاقاته. وبالإضافة لعامل الأرض والجمهور يدخل أرسنال لقاء الثلاثاء وفي جعبته أفضلية خلود لاعبيه للراحة بعد إلغاء مباراتهم مع بورتسموث يوم السبت الماضي في الدوري الإنجليزي ، بينما يعاني اليوفنتوس من تأخر وصول الطائرة التي أقلت لاعبيه إلى لندن بعد أداء مباراة عنيفة ضد نادي روما في الدوري الإيطالي. وعلى صعيد الغيابات يعد النجم التشيكي بافل نيدفيد وزميله أليساندرو ديل بييرو أهم الغائبين عن صفوف اليوفي ، فيما يغيب عن أرسنال كل من المدافع سول كامبل ولاعب الوسط السويدي فريدريك ليونبرج.