رغم مرور ما يقرب من منتصف الدوري الإنجليزي , إلا ان الأمور على القمة لا تزال غامضة بشدة حول من سيعتلي العرش .. و لا تزال الفرق الثلاث الكبار – الأرسنال , مانشستر يونايتد و ليفربول - تمارس لعبة الكراسي الموسيقية , و يزاحمهم و بشدة تشيلسي الذي يسعى للجلوس على الكرسي الأخير و تحقيق كبرى المفاجآت . و مثلما لم ينتبه الكثيرون الى دخول ايفرتون الى المربع الذهبي في الأسبوع الماضي و من قبله ميدلسبروه , لم ينتبه الكثيرون الى ان تشيلسي قد يصبح فارساً من فرسان الرهان الأربعة هذا الموسم . اقول " قد " لأن الفريق يجب ان يستمر في تقديم عروضه الطيبة حتى يستمر في حلبة المنافسة حتى الجولة الأخيرة . تشيلسي الذي تبعده خمس نقاط عن القمة هو الأقل هزيمةً بين فرق الدوري الإنجليزي , فلم يلق سوى هزيمتين , متغلباً بذلك على الثلاثة الكبار و الذي نال كل منهم ثلاث هزائم . كما انه صاحب اقوى دفاع – بالإشتراك مع ميدلسبروه – و صاحب ثاني اقوى هجوم بعد الأرسنال , وهذا يفسر وجوده ضمن الكبار . ما يعيب تشيلسي انه يتعادل كثيراً لأن كلاوديو رانييري المدير الفني يفضل الحذر و التعادل اكثر من المجازفة بالهزيمة في سبيل الفوز , فتعادل ست مرات منهم تعادلان بملعبه مع مانشستر يونايتد و الأرسنال . اما مانشستر يونايتد الذي استبعدته الكثيرون من المنافسة على الدوري هذا الموسم بعد سلسلة من النتائج الضعيفة في بدايته , فقد عاد الى السباق مرة اخرى بعد فوزه على ليفربول هذا الأسبوع . و لعلي اؤكد ان مانشستر هذا الموسم افضل كثيراً من الموسم الماضي – الذي كاد ان يقتنصه في الأسابيع الأخيرة - في نفس المرحلة من الدوري , رغم كل مالاقاه الفريق من نتائج هزيلة في بداية الموسم , إلا انه يبدو ان مانشستر يونايتد " بياخد وقته في التسخين " ! مشكلة مانشستر يونايتد الوحيدة هي تعدد الإصابات بين لاعبيه , و هي سمة اصبحت اساسية في الفريق الإنجليزي , فلا تجد الفريق مكتملاً ابداً و لا يكاد لاعب ان يعود من إصابة إلا و ان يصاب زميل له في الفريق بواحدة اكثر عنفاً . نصيحة لمانشستر .. غيروا دكتور العلاج الطبيعي !! ليفربول كان يسير بخطى ثابتة منذ بداية الموسم و كان آخر الفرق التي لقيت هزيمتها الأولى .. لكنه و منذ ذلك الحين وهو يترنح و يهتز بشدة خاصةً بعد خروجه من دوري الأبطال الأوروبي . ليفربول يحقق حالياً اسوأ سجل له في تاريخ الدوري الإنجليزي , فلم يفز في اربع مباريات متتالية و نال الهزيمة في ثلاث منها , ففقد القمة بفارق اربع نقاط بعد ان كان يعتليها بنفس الفارق لصالحه ! اما الأرسنال , فبعد سلسلة من العروض المهتزة التي اصابته , استطاع الفريق اخيرة ان يعود الى طريق الإنتصارات مرة اخرى , فسجل الفريق 9 اهداف في ثلاث مباريات منها ستة فقط للهداف الفرنسي تييري هنري . الأرسنال خرج من كبوته بنجاح كبير , و فرق البطولات عندما تقوم من كبوتها لا تقع مرة اخرى , و لذلك فأنا لا اتوقع ان يقع المدفعجية في كبوة اخرى الآن على الأقل . و حتى إذا نال المدفعجية الهزيمة امام الشياطين , فإنها لن تثنيهم عن إستكمال سلسلة عروضهم القوية و لن يتكرر ما حدث عند الهزيمة الأولى امام اوكسير الفرنسي .