مما لا شك فيه أن لقاء قمة الكرة المصرية الذي سيقام يوم السبت يصعب التكهن بنتيجته ، حيث أصبح الفريقان قوتين متكافئتين تماما ، وهذا الكلام ليس نوعا من أنواع الدبلوماسية أو كلام لارضاء الطرفين ، ولكنه هذه المرة كلام حقيقي جاد. دائما في مباريات القمة ، وعندما تسأل أحد النقاد أو الرياضيين عن توقعاته لهذه المباراة ، تجده يقول إن مباريات القمة لا تخضع لأي مقاييس ومن الممكن أن تنتهي بأي نتيجة ، ومن الممكن أن يفوز الفريق الأسوأ ، ولكني دائما كنت أختلف مع هذه المقولة ، وأجد بها نوعا من المجاملة والدبلوماسية ، وكنت دائما أرد باجابة قاطعة عندما يتوجه لى أحد بهذا السؤال ، فعندما يكون الزمالك افضل أقول : "الزمالك سيفوز" ، وعندما يكون الأهلي أفضل أقول : "الأهلي سيفوز" ، لأن كرة القدم تخضع في معظم الأحيان للقواعد والمنطق ، وأحيانا قليلة جدا يكون بها مفاجأت ويفوز الفريق الأسوأ. وبالفعل إذا عدنا إلى مباريات الأهلي والزمالك في السنوات العشرة الأخيرة سنجد دائما أن الأفضل قبل المباراة كان هو الذي يفوز ، باستثناء مرة واحدة فقط في الدور الأول لموسم 2002-2003 وانتهى اللقاء بالتعادل الايجابي 2-2 ، وهو اللقاء الذي كان يلي لقاء "الستة الشهير" مباشرة ، وكان الأهلي الأفضل وقتها ، وتوقع الجميع فوزه بسهولة شديدة. وأنا شخصيا دائما أميل الى لعبة التوقعات ، وكان آخر مرة عندما توقعت فوز الأهلي بمباراتي الذهاب والإياب أمام الزمالك "بسهولة" في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا ، وهو ما حدث بالفعل ، ولم يكن ذلك هجوما مني على فريق الزمالك وجماهيره وقتها ، بل كانت كل الأمور والدلائل تشير إلى ذلك بوضوح ، ولكني هذه المرة بالفعل أجد نفسي عاجزا تماما عن توقع نتيجة مباراة يوم السبت ، وفي رأيي الشخصي أن تلك المباراة قابلة لجميع الاحتمالات ، بل إن كل الاحتمالات متساوية تماما سواء فوز الأهلي أو فوز الزمالك أو التعادل ، وكل احتمال من الممكن أن يحدث بنسبة 33.33 %.
دائما في مباريات القمة ، وعندما تسأل أحد النقاد أو الرياضيين عن توقعاته لهذه المباراة ، تجده يقول إن مباريات القمة لا تخضع لأي مقاييس الأهلي كان فريقا رهيبا في السنتين الماضيتين ولا يستطيع أحد أن يهزمه ، بل وكان التعادل معه يعد دربا من الخيال ، ولكنه في الفترة الأخيرة بدأ في مرحلة التراجع وبدأ مستواه ينخفض تدريجيا لأسباب عديدة من ضمنها إرهاق لاعبيه ، وتعرض البعض منهم للاصابات ، بالاضافة إلى حالة التشبع للاعبيه ورغبتهم الملحة في خوض تجربة الاحتراف الخارجي التي تحدثت عنها في المقالة السابقة ، وهو ما تحقق بعدها بساعات عندما تعادل الأهلي مع غزل المحلة في الدوري الممتاز. على الجانب الآخر ، كان الزمالك فريقا هزيلا في السنتين الماضيتين وازداد سوءا في فترة ولاية مرتضى منصور ، ولم يكن يستطيع مجاراة الأهلي أو حتى مجرد التعادل معه ، ووضح ذلك خلال أربع مباريات متتالية فاز بها الفريق الأحمر على غريمه التقليدي ، ولكن بعد تولي مرسي عطا الله رئاسة الزمالك ، وتولي جهاز فني جديد بقيادة مانويل كاجودا/أحمد رمزي ، أصبح للفريق شكل مختلف تماما ، وبدأ في مرحلة تصاعد وبات مستواه يتحسن تدريجيا من مباراة لأخرى. ويبدو أن مستوى الأهلي المتراجع التقى في نقطة واحدة في المنحنى البياني مع مستوى الزمالك المتقدم ، ليدخل الفريقان لقاء القمة بمستوى متقارب تماما ، ورغم اقتناعي بأن مستوى لاعبي الأهلي الفني مازال أفضل كثيرا من لاعبي الزمالك ، إلا أن الاصابات العديدة في صفوفه وتعرض معظم لاعبيه للارهاق ، بالاضافة الى الحالة النفسية السيئة التي يمر بها لاعبيه بعد التعادل مع المحلة سيجعل الكفة متوازنة مع الزمالك ، الذي يدخل هذه المباراة وهو مكتمل الصفوف تماما ، ولاعبيه يملكون معنويات مرتفعة بعد الانتصارات الثلاثة المتتالية التي حققوها مؤخرا واعتلائهم لصدارة الدوري لأول مرة منذ عامين ولو بشكل مؤقت. ولعل تقارب مستوى الأهلي والزمالك اتضح بشكل كبير في الاستفتاء الذي أجريناه على موقع FilGoal.com وشارك فيه أكثر من 27 ألف عضو ، وجات نتائجه متقاربة للغاية ، حيث توقع 49 % من المشاركين فوز الزمالك ، بينما توقع 44 % منهم فوز الأهلي ، وتوقعت النسبة الباقية تعادل الفريقين ، ولعل هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي أرى فيها نسبة توقع فوز الزمالك أكبر من توقع فوز الأهلي. من الناحية الفنية ، أعتقد أن كاجودا سيعتمد بصفة أساسية على كتيبة "ح" الزملكاوية والتي تضم حازم وحمزة وحليم ، بينما سيكون مصطفى جعفر هو الورقة الرابحة التي سيلجأ لها كاجودا في الوقت الحرج ، أما الأهلي فمن المتوقع أن يشارك بركات وشوقي معا من بداية المباراة لأني أعتقد أن إصابتهما هي نوع من المناورة ، وأتصور أن جوزيه سيبدأ ببركات وأبو تريكة معا كمهاجمين متأخرين خلف رأس الحربة الوحيد عماد متعب ، وذلك لصعوبة الاعتماد على فلافيو الذي سيأتي مرهقا من رحلة طويلة من كوري