لا أنكر أنني كنت من أكثر النقاد المتشائمين قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية ، وكانت أكثر أمنياتي هو أن تتخطى مصر مباريات الدور الأول للبطولة ، الا أنه مع انتهاء مباريات الدور الأول لها شعرت فجأة برائحة "بوركينا فاسو" تزكم أنفي ، وأتمنى الأ يكون ذلك أحد أعراض مرض "انفلونزا الطيور". سير أحداث مباريات هذه البطولة يتشابه كثيرا مع أحداث مباريات بطولة عام 98 والتي توجت بها مصر ، وهناك العديد من الأشياء المشتركة والمتشابهة بينهما ، وأتمنى أن يكون ذلك داعي للتفاؤل ودافع قوي للوصول للكأس. فأجواء ما قبل البطولتين متشابهة تماما حيث كنا نتوقع في عام 98 أن نودع البطولة من دورها الأول نظرا لتواضع مستوى منتخبنا في ذلك الوقت وقلة استعداده للبطولة ، واذا بنا نتفاجأ بعودة منتخبنا بكأس البطولة في مفاجأة مدوية لم يتوقعها أي شخص في مصر ولا حتى محمود الجوهري مدرب المنتخب نفسه ، وهذا الجو العام يقترب كثيرا من أجواء البطولة الحالية قبل بدايتها ، حيث كان الجميع ، وأنا أولهم ، يتوقع فشلا ذريعا لمنتخب مصر بل وبدأ بعض رجال اتحاد الكرة في نفض أيديهم عن المنتخب سعيا لالقاء تهمة الفشل فيما بعد على حسن شحاتة وعلى اتحاد الكرة السابق ، الا أنهم فوجئوا بمستوى رائع في مباريات الدور الأول فسعوا بكل قوة لمساندة المنتخب حتى يكون لهم نصيبا في الكعكة في حالة التتويج. ضم حسام حسن الى صفوف المنتخب ، والكلام الكثير حول ذلك ما بين مؤيد ومعارض قبل البطولة هو نفسه ما حدث منذ 8 سنوات ، وفي المرة الأولى أثبت حسام خطأ من كانوا ضد ضمه للفريق وكان هو السبب الرئيسي في تتويج مصر بالبطولة ، وفي هذه المرة وبعد وصوله للاربعين من عمره يسعى حسام بكل قوة لاثبات ذلك أيضا وان كان الأداء الجيد الذي قدمه في مباراة كوت دي فوار لا يشفع له حتى الأن من وجهة نظري ، وسننتظر منه المزيد في المباريات القادمة لاثبات خطأنا ووقتها سأكون أنا شخصيا أول المعتذرين له.
وبدأ بعض رجال اتحاد الكرة في نفض أيديهم عن المنتخب سعيا لالقاء تهمة الفشل فيما بعد على حسن شحاتة وعلى اتحاد الكرة السابق ، الا أنهم فوجئوا بمستوى رائع في مباريات الدور الأول فسعوا بكل قوة لمساندة المنتخب حتى يكون لهم نصيبا في الكعكة في حالة التتويج. ولأن توفيق الله عز وجل ، وليس الحظ ، عامل مهم للغاية في تحقيق البطولات ، فأن التوفيق وقف بجانبنا بشدة في عام 98 ، حيث كان مشوار البطولة بالنسبة لنا سهل الى حد كبير ، فمنذ دور الثمانية واجهنا منتخبات كوت ديفوار - الذي كان مستواه متواضع وقتها ، ثم بوركينا فاسو ثم جنوب أفريقيا ، ولم نواجه أي منتخب من عتاولة أفريقيا أمثال الكاميرون ونيجيريا وغانا وتونس والمغرب التي خسرنا منها في الدور الأول ، التوفيق أيضا وقف بجانبنا كثيرا في هذه البطولة ، حيث سنلاقي منتخب الكنغو في دور الثمانية ، وبعدها باذن الله سنلاقي الفائز من غينيا أو السنغال ، ورغم قوة السنغال وغينيا الا أنهم أقل في المستوى من المنتخبات الأربعة الأخرى الكاميرون ونيجيريا وتونس وكوت دي فوار ، وأقول ذلك رغم فوز مصر على كوت ديفوار ، ورغم فوز غينيا على تونس ، لأن المبارتان كانتا بعد ضمان التأهل ولذلك ظهر منتخبي كوت ديفوار وتونس بمستوى متواضع أقل من مستواهما الحقيقي بعدما أراحا العديد من عناصرهما الأساسية. وأعتقد أنه في حالة تأهل مصر للمباراة النهائية باذن الله ، فالمنتخب الذي سيصل أمامنا سيصل وهو منهك القوى لأنه سيخوض مباراتين "ولا أصعب" في دور الثمانية وقبل النهائي ، واحتمالات امتدادهما لوقت اضافي ستكون كبيرة ، كما أن المباراة النهائية سيكون لها حسابات أخرى باعتبار أنها تقام على ملعبنا ووسط جمهورنا الحبيب. أوجه الشبه بين البطولة الحالية وبطولة عام 98 مازالت كثيرة ، ولعل من ابرزها أن سمير زاهر هو رئيس الاتحاد المصري في البطولتين ، وأن البطولتين قاد فيهم منتخب مصر مدرب وطني ، وان أحمد شوبير كان يعلق على المباريات في 98 ، وأصبح يقدم الاستديو التحليلي هذا العام ، وفي عام 98 التقينا في الدور قبل النهائي مع الحصان الأسود للبطولة "بوركينا فاسو" ، وهذه المرة من المرجح ان نلتقي مع غينيا الحصان الأسود لهذه البطولة في الدور نفسه ، كما أن المغرب كانت معنا في الدور الأول للبطولتين وكانت هي المنتخب الوحيد الذي لم نحقق الفوز عليه! ملحوظة أخيرة : عندما أقوم بكتابة رأي ما وتثبت الأيام خطأي في ذلك فدائما ما أكون أنا أول المعترفين بهذا الخطأ وأقوم بالاعتذار عنه مثلما حدث قبل ذلك ، ولكن بعض القراء هاجموني في المقالة السابقة بسبب مدحي لحسن شحاتة ، وبسبب دفاعي عن فلافيو ، وذكروا أنني قمت بمهاجمتها من قبل ، ولكني أؤكد لهم أن هذا لم يحدث مطلقا ، وأتحدى أن يأتي أحد من القراء الأعزاء بأي جزء من مقالاتي السابقة انتقد فيها شحاتة أو فلافيو. بالنسبة لحسن شحاتة ، فأنا لم أنتقده من قبل في أي مقالة ، وعندما قلت أن منتخب مصر غير مؤهل للتتويج بكأس أفريقيا قلت وقتها أن ذلك بسبب قلة عدد اللاعبين المصريين المحترفين واعتمادنا على اللاعبين الذين يلعبون في ال