كان أستون فيلا وتوتنام أيضا يرغبان في ضمي وإن كانت هناك شكوك لدى ال"سبيرز" بخصوص إذا ما كنت الاستثمار الأمثل بالنسبة لهم. أعتقد أن توتنام كان يفضل رفائيل فان دير فارت بصورة أكبر ولكن حينما وصل عرض ليفربول، كنت قد اتخذت قراري بالفعل. -- يمرر ويصنع ويسجل الأهداف، هذا ليس كل شئ، فهو يصنع الحدث أيضا. إنه العضاض.. لويس سواريز.. المهاجم الأفضل في العالم كما يصنفه البعض، لديه من حكاياته أسرارا أخرى يرويها بنفسه. في تلك السلسلة، سيستعرض لكم FilGoal.com أهم ما ورد في كتاب لويس سواريز. وكل ما يلي يرد على لسان نجم أوروجواي: -- كنت أرغب في اللعب مع الحمر. اقتصاديا لم يكن ليصبح هناك فارقا مع توتنام ولكن بسبب كل ما يمثله ليفربول وتاريخه كنت أرغب في الذهاب والوقت أثبت أن قراري كان صحيحا. البعض داخل أياكس قال حينها إن الذهاب لليفربول لا يعني التقدم مهنيا. لم يكن في دوري الأبطال أو يحتل مركزا متقدما في الدوري. كانوا يعرفون طموحي ورغبتي في تحقيق الانتصار، لذا قالوا إن ليفربول لن يكون النادي الذي يمنحني هذا. كنت أدرك أن ليفربول لم يفز بالدوري منذ وقت طويل وأن الموسم السابق كان صعبا تحت قيادة روي هودسون ولكن لم يكن مر وقت طويل على وصولهم لنهائي دوري الأبطال. في اجتماعاتي الأولى معهم لم يبيعوا لي قصص الماضي المجيد، بل تحدثوا عن المستقبل. أوضحوا لي تمام نية النادي التعاقد مع لاعبين من الطراز الأول وأن الجماهير ستساند في الصراع على اللقب. كان أول ما فكرت فيه هو إمكانية اللعب مع ستيفين جيرارد وفرناندو توريس. شاهدتهم وأنا في هولندا يسجلان عبر التلفاز وفي بعض الأحيان كنت ألعب بليفربول في البلاي ستيشن. لم أتخيل أبدا أنني قد ألعب معهما. - أنفيلد: لم يأت أحد في يوم تقديمي لاعبا في ليفربول الذي دفع 22 مليون و800 ألف استرليني من أجل ضمي! كنت أتخيل حشدا عظيما ينتظرني في أنفيلد لأخرج بعدها لأقوم بأداء بعض الحركات بالكرة ولكنهم وفروا علي هذا المجهود. هكذا تسير الأمور في ليفربول. لا تحصل على ملعب ممتلئ بالأشخاص الذين يصفقون لك دون أن تفعل أي شيء. هكذا يجب أن تسير الأمور فعلا. هذا المكان به شيء ما. أول ما لفت انتباهي في أنفيلد هو مدى صغره وطابعه التقليدي. حينما تدخل غرفة الملابس تشعر أكثر بهذا. أعتقد أنه سيظل هكذا دائما. غرفة الملابس الصغيرة التي يتقارب فيها الجميع. البعض يظن أنه يجب أن تكون أكبر حجما ولكن لا أعتقد هذا. إذا ما تغير لن يصبح أنفيلد. سترى بعض الملاعب المزودة بغرف ملابس ضخمة التي قد يفصلك فيها 10 أمتار عن زميلك ولكن أنفيلد ليس هكذا. لا يوجد أيضا مسافة طويلة تفصلك عن الملعب. تخرج من باب غرفة الملابس وتجد نفسك أمام ممر الخروج. باب غرفة ملابس الخصم أكبر من تلك التي تخص الفريق وهذا التصميم لجعل لاعبي ليفربول يبدون كعملاقة أو أكبر حجما حين خروجهم منه. لست واثقا من أن الأمر يعمل بطريقة جيدة ولكن في النهاية هي فكرة جميلة. قبل بداية المباراة ما أعشقه هو سماع زئير الجماهير عند فتح باب غرفة الملابس. هذا الصوت يضربك في عظامك ويزداد قوة مع كل خطوة نحو الملعب. هذا الأمر لا ينطبق على كل المباريات الكبيرة بل كل المباريات. لا أعتقد أنه يوجد ناد آخر مثل هذا. ليفربول مدينة لها خصوصيتها وشخصيتها المختلفة: قاسية ولكنها ودودة ومعتزة بنفسها وأشبه برابطة اجتماعية واحدة. - المومياء المصرية: حينما تخوض مرانك الأول مع فريقك الجديد فمن الطبيعي أن تنظر لمن حولك لتقيم مدى جودة الفريق وبالمثل يجب أن تدرك أنك تحت أعين الجميع. تشعر كما لو كنت مومياء مصرية ينظر إليك الجميع. إذا ما فعلت شيئا سيئا فالكل سيلاحظ هذا كنت أشعر ببعض الخجل في البداية. أعتقد أن حتى أكبر اللاعبين يشعرون بشيء من انعدام الراحة في أول يوم له بفريق جديد. الجميع حياني بطريقة رائعة ولكن في الحقيقة لم أفهم ما الذي كان يقولونه. كان ليفربول في تلك الفترة يمر بمرحلة انتقالية برحيل تتمثل في رحيل فرناندو توريس، الذي كنت آمل في أن ألعب معه، مع وجود مفاوضات لضم أندي كارول. الأمر الجيد بخصوص رحيل فرناندو أنه كان بامكاننا الانتقال إلى منزله، الذي كان يقع في شارع يقطن به أيضا بيبي ريينا وبالقرب منه ماكسي رودريجز. - Left Out الحقيقة أن تحدث الإنجليزية كان صعبا بصورة كبيرة بالنسبة لي. في هولندا كانت الأمور مختلفة. أجبروني على تعلم الهولندية لأنني في وقت ما كنت القائد. الكل في هولندا يتحدث الإنجليزية وربما اذا ما كنت بدأت هناك في تعلم الإنجليزية لأصبح الأمر أفضل لاحقا. أخذت فصولا في اللغة الإنجليزية بالمنزل. كانت الأمور في البداية جيدة، ولكن تصل للحظة تجد فيها أن الأمثل هو أن تكون دروسك أقل وتمارس اللغة ما زملاء الفريق. الأمور كانت معقدة بالنسبة لي أحيانا كنت أتحدث بالهولندية والإنجليزية معا وتختلط الأفعال معا في رأسي. في بعض الأحيان تكون الاشارات كافية ولغة كرة القدم لا تختلف كثيرا من مكان لآخر. تتعلم هذا الأمر سريعا ولكن ليس بنفس سرعة الشتائم والسباب. دائما ما تكون الشتائم والسباب هو أول ما تتعلمه في لغة سواء كانت الإنجليزية أو الهولندية أو الإسبانية. كانت أول ما تعلمته بالإنجليزية تقريبا هو كلمات:fuck off وfucking shit وأشياء من هذا القبيل. من يعلمونك هذه الأمر يجدون الأمر مسليا بالفعل. في جرونينجين كان النرويجي اريك فيلاند يقول دائما Fita وهي تعني "الداعر" أو "العاهر" أو شيء من هذا القبيل. أهم شيء كنا نفعله في دروس اللغة هو مراجعة الأسئلة المحتملة التي قد يسألني الصحفي عليها بعد أي مباراة. كنت أشاهد بعض الزملاء الأجانب يردون بسهولة وأتسائل كيف وصلوا إلى هذا المستوى.. الجواب بسيط: أسئلة المقابلات بعد المباريات دائما ما تكون واحدة، لذا فالاجابات تكون واحدة أيضا. "أهم شيء هو النقاط الثلاث". "كنا نعرف أن هذه المباراة ستكون صعبة واستعددنا لها طوال الأسبوع". "نحن سعداء ولكن علينا الاستعداد للمواجهة المقبلة". نفس الإجابات لنفس الأسئلة، في بعض الأحيان كانت هناك أسئلة صعبة بالطبع ولكن بمرور الوقت تمكنت من الاجابة بشكل جيد نسبيا. أتذكر أنه كانت هناك مباراة خارج أرضنا أمام أرسنال. كنت لعبت أساسيا لعدة مباريات متتالية وقبل المحاضرة الفنية قال لي المدرب كيني دالجليش "Today you are left out". وقلت له "حسنا. حسنا". كنت أظن أن كل الأمور على ما يرام وأنني سألعب على اليسار وذهبنا للمحاضرة. قلت لخوسيه إنريكي صانع الألعاب من الناحية اليسرى "سيكون لديك شخصا يساعدك كثيرا يا خوسيه". سمعنى ديرك كويت وقال لي "ما الذي تقصده؟" فأجبته "اليوم سألعب على اليسار، لذا غالبا ستلعب أنت على اليمين". بعدها أعلن دالجليش عن أسماء الفريق ووجدت إنني على مقاعد البدلاء. نظر ديرك وإنريكي تجاهي في حيرة وفي نهاية المحاضرة سألاني "ما الذي قاله لك بالضبط"، فأجبت "لا أعرف.. left out أي متطرفا على اليسار، أليس كذلك؟". انطلقت ضحكات هستيرية منهما وقال لي ديرك "left out لا تعني متطرفا على اليسار. left أي متروك وout في الخارج. بمعنى أخر أنك لن تلعب". شعرت ببعض الضيق حينما أدركت الأمر ولكن في النهاية كان فات الوقت لكي يكون لدي رد فعل. في النهاية تعودت على لهجته. كانت الأمور في البداية صعبة للغاية والمحاضرات الفنية كانت معقدة بالنسب لي. الأمر يكون قاسيا بعض الشيء على لاعب لا يزال يتعلم اللغة. لا يظهر كل شيء على شاشة كبير وتعرف أين تلعب. كيني كان يخرج ورقة ويقرأ أسماء الفريق الأساسي وأين سيلعب كل منهم. أتذكر أيضا أنه بعد يومين من التعاقد معي كان يعلن أسماء الفريق الأساسي والبدلاء لمواجهة ستوك ولم أفهم إذا ما كنت متواجدا أم لا وأثناء توجهنا في الحافلة للملعب جاء إلى منسق العلاقات العامة مع اللاعبين راي هوتون وهنأني فسألت لبيبي ريينا "هل قال سواريز؟" فأجابني "نعم قال سواريز ولكن ليس بنفس الطريقة التي ننطقها بالإسبانية. نطقها بطريقة لم ينطق بها اسمك من قبل ولكنه قال اسمك. ستكون على دكة البدلاء". في تلك المباراة دخلت من على دكة البدلاء وسجلت هدفا. - الكرة الإنجليزية: كرة القدم في إنجلترا سريعة وقاسية وقوية. يمكنك أن ترى هذا الأمر في التدريبات أيضا. في حصص المران الأولى كنت أشعر بالقلق من مارتن سكيرتل وداني آجر. هما مدافعان خشنان للغاية. مارتن على وجه الخصوص من الممكن أن يصبح متوحشا. بل وأنه حتى بعد مرور وقت كثير إذا ما مر بجانبي كنت أذهب للجانب الآخر من الملعب. أتذكر أنه في البداية قلت لهما "أنا ألعب بهدوء في التدريبات. افعلا هذا أيضا" ولكن أعتقد أنني بعدها مررت الكرة بين ساقي أحدهما. كوبري.. وحينها قال لي "اللعب الهادئ؟ حسنا الآن سترى اللعب الجاد"، ولكن معاركنا في التدريبات لم تخل من الروح الجيدة كزملاء. الوحيد الذي كنت أستشيط معه غضبا في بعض الأحيان كان جيمي كاراجر. أعتقد أنه كان محبطا لأنه لم يشارك بصورة كبيرة ولأن نهاية مسيرته كانت قريبة. كان هناك بعض لحظات التوتر ولكن في النهاية كان كل منا يحيي الآخر. لم نتشاجر أبدا داخل أو خارج الملعب ولكن كان يجب علي التأقلم مع طريقته في التدريب. لم أتدرب أبدا بواقيات الساق وكنت أتسائل كيف يمكن لزميل أن يتدرب بهذه الطريقة في المران؟ كنت أنتظر هذا من سكرتل أو أجر، ولكن البعض قال لي: "هذه هي طبيعة كاراجر. تحرك سريعا وإلا سيضربك بقوة". أنا أيضا خشن في التدريبات ولكن ليس لدرجة إصابة زميل. كما قالوا.. هذا هو كاراجر. كان دائما ما يصرخ ويحتج بصورة أكبر حتى من ستيفن جيرارد. كان متطلبا. المدافع التقليدي الخشن والعدائي. كان يلعب بخشونة لم أراها في أي مدافع من قبل. لم تكن علاقتنا وثيقة أبدا. كنا فقط زميلين في الفريق. بمرور الوقت يتعلم المرء ما يجب معرفته حول كرة القدم الإنجليزية وعبر هذا التعلم يمكنه استغلال بعض الأمور. سرعة كرة القدم الإنجليزية تعني وجود مساحات أكبر. الموجة الأولى من الضغط تكون رهيبة، ولكن اذا ما كان بإمكانك تخطيها بالكامل، فإن كل شيء ينفتح أمامك. تعرف أن الخصوم سيضغطون ولكن إذا ما تمكنت من التخلص منهم والعثور على مساحة للعب، فحينئذ أنت حر. السرعة والخشونة في بعض الأحيان يعملان على إخفاء بعض العيوب. يوجد فرق في الدوري الإنجليزي بكل صراحة سيئة للغاية خططيا. على سبيل المثال أدركت أنه إذا ما تركت نفسي أسقط في مركز رأس الحربة الصريح فإن قلبي الدفاع سيخرجان من مكانهما لمطاردتي وهو ما يعني أن زميل يمكنه التسلل لهذه المساحة وينفرد بالحارس. في أحيان أخرى كنت أنظر لخط دفاع فريق أخر وأجد الظهيرين يصعدان ولا يعودان ما يعني عزل قلب الدفاع. لاستغلال هذا يجب عليك التأقلم على سرعة اللعب وتخطي موجة الضغط الأولى المتوحشة. كان علي التأقلم على طريقة اللعب الإنجليزية ولكن بكل تأكيد ظل هناك جزء من طريقة لعبي دون تغيير. - الغطس: كرة القدم مختلفة في كل دولة وأيضا الخداع. الخداع جزء من الثقافة وأيضا رد الفعل عليه. أنا أغطس. نعم.. أنا أدعي التعرض للضرب حتى أحصل على ركلات الجزاء. هذا الأمر يمكن رؤيته في الإعادات، ولكن في بعض الأحيان كنت أشعر أن هذا الأمر يراه الجميع حينما يصبح مرتبطا بي. كانت هناك مبالغات كثيرة لعدد مرات الغطس التي قمت بها في إنجلترا. في بعض الأحيان كنت أشعر بالاستياء. ألا يفعل الآخرون هذا؟ لم يكن يضايقني أن يتم الحديث بخصوصي أكثر من الآخرين بل أيضا الحديث عن عدد مرات التمثيل أكثر من الأخطاء المرتكبة. شاهدت في الدوري الإنجليزي أخطاء لا تصدق. لاعبون يركلون بكل قوة عمدا. شاهدت لاعبين يتعرضون للاصابة ويغيبون لستة شهور أو أكثر. لماذا لا ينتقد هذا الأمر؟ صحيح أنه حينما يغطس لاعب فإنه يحاول خداع الحكم، ولكنه لا يصيب الخصم. أكثر وقائع الغطس التي أتذكرها في تعادل محبط أمام ستوك سيتي في أنفيلد بأكتوبر 2012. في بعض الأحيان تكون بائسا وفريقك في حاجة للفوز وتقول لنفسك "ضربة جزاء ستساعد" وبعدها تفكر "كيف ألقيت بنفسي بهذه الطريقة. المدافع لم يكن حتى قريبا مني". تشعر بالسوء بعدها ولكن كل الأمور تحدث بسرعة في الملعب. الحكم أنذرني بعد هذه اللعبة وكان مستحقا. حدث هذا مع تشيلسي: جوزيه مورينيو انتقدني ولكن لديه ثلاثة أو أربعة لاعبين حصلوا على بطاقات بسبب الادعاء. قبل إحدى مواجهات ايفرتون وبعد الجدل الذي أثير عقب مباراة ستوك انتقدني ديفيد مويس، لذا في يوم المباراة سجلت هدفا وغطست أمامه. لم يكن الأمر عفويا، ولكن لم يعلم أحدا بما كنت أنوي فعله سواء من زملائي أو زوجتي. كنت أخطط القيام بهذا. "تظن أنني أغطس كثيرا؟ حسنا سأريك الغطس عن قرب".