للمرة الثانية أقولها : لست متفائلا ، والآراء التي نقرأها ونسمع عنها هذه الأيام عن عودة الروح والتجانس والثقة إلى منتخب مصر الوطني "لا تدخل الدماغ" ، لأن نظرة فنية متعمقة إلى المنتخب ، بعيدا عن التحليل بعقلية الجماهير ، ستؤكد لنا أن سلبيات الكرة المصرية التقليدية ما زالت واضحة في الفريق ، كما أنها أكثر وأخطر من الإيجابيات! بداية ، أحب أن أؤكد تقديري البالغ لحسن شحاتة كمدير فني يستحق قيادة الفريق في بطولة كهذه ، وذلك قبل أن يبادر بعض "الأذكياء" إلى القول إن شحاتة وجهازه الفني هم سبب "البلاوي" ، أو أنهم سيكونون السبب وراء الخروج - لا قدر الله - مبكرا من بطولة الأمم الأفريقية! صدقوني ، لا أبالغ إذا قلت لكم إن أي مدير فني لأي منتخب أفريقي من المشاركين في بطولة الأمم سيشاهد مباريات فترة الإعداد لمنتخب مصر إلا وخرج بكمية هائلة من الملاحظات السلبية ، علما بأن هناك سلبيات عديدة لم تظهر في المباريات الودية ، وستظهر خلال البطولة نفسها ، وفيما يلي محاولة لاستعراض أبرز الإيجابيات والسلبيات : أولا : الفريق المصري يعاني حالة من الانفصام ما بين طريقة 4-4-2 وطريقة 3-5-2 ، فالأولى هي التي توصلنا إلى مرمى الخصم أكثر ، ولكن دفاعنا لا يجيد تنفيذ الشق الدفاعي منها ، وهذا يعني أن اللعب بهذه الطريقة سيكلفنا استقبال أكثر من هدف في المباراة الواحدة ، والله أعلم بقى كم هدفا سنتمكن من إحرازه!
"صدقوني ، لا أبالغ إذا قلت لكم إن أي مدير فني لأي منتخب أفريقي من المشاركين في بطولة الأمم سيشاهد مباريات فترة الإعداد لمنتخب مصر إلا وخرج بكمية هائلة من الملاحظات السلبية". أما الطريقة الثانية فهي كفيلة بتأمين دفاعنا من الهجمات المرتدة ، ولكنها عقيمة هجوميا ، ولن تمكننا من الوصول إلى مرمى الفريق المنافس كثيرا ، خاصة إذا تكتل المدافعون واعتمدوا على الهجوم المرتد. ثانيا : حراسة المرمى نقطة ضعف واضحة في الفريق المصري ، فالحراس الثلاثة الذين تم اختيارهم هم الأفضل بالفعل في مصر ، ولكن الثلاثة لا يجيدون الخروج لالتقاط الكرات العالية ، كما أن أخطاءهم قاتلة ، وعلى رأسهم الحضري ، والأخطر من ذلك أنهم لا يجيدون التحرك على خط المرمى للتصدي للتسديدات البعيدة المدى - راجع هدف دروجبا في الحضري في تصفيات المونديال وهدف السنغال الودي في مرمى عبد الواحد ، والحارس الأساسي لمنتخب مصر وهو الحضري حارس مجتهد وموهوب ، ولكنه لا يتمتع بالطول الفارع والقوة الجسمانية الكافية لخوض الالتحامات العنيفة داخل منطقة الجزاء. ثالثا : خط الدفاع المصري ، نقطة ضعف واضحة في الفريق عندما يلعب باثنين فقط في مركز "المساك" ، ويكون حاله أفضل عندما يكون هناك وراءهم "ليبرو" ، وربما تكون أخطر عيوب وائل جمعة وأحمد السيد وعبد الظاهر السقا هي أنهم يسيئون التمركز في الكرات العالية والضربات الركنية والثابتة للفريق الخصم ، وكثيرا ما "يسرحون" عند تنفيذ الرقابة "رجل لرجل" في هذه الضربات الثابتة ، وهي مشكلة أزلية في الدفاع المصري ، ولهذا تبدو الضربات الثابتة أو الركنية مكمن خطورة دائم على منتخب مصر في كل العصور وفي كل الأحوال ، وأي فريق يجيد تنفيذ "التريكات" التكتيكية في الكرات الثابتة سيتمكن من إحراز أهداف بسهولة في مرمانا ، وحتى في حالة عدم وجود "تريكات" سيستطيع للأسف الشديد! رابعا : بالنسبة لمركز لاعب الوسط المدافع فيبدو من أفضل المراكز وأقواها في الفريق المصري ، سواء لعب في هذا المكان محمد شوقي أو حسن مصطفى أو حتى إبراهيم سعيد ، فثلاثتهم قادرون على تنفيذ الأدوار الدفاعية والهجومية بكفاءة عالية ، وثلاثتهم يسددون على المرمى بقوة من مسافات بعيدة ، كما يجيدون الاختراق من العمق ، ويجيدون الالتحام القوي ، وأيضا الكرات العالية - باستثناء حسن مصطفى طبعا - ولكن ما ينقصهم هو التقليل قدر الإمكان من التمرير الخاطيء ، خاصة في المنطقة الخلفية. خامسا : بالنسبة لظهيري الجنب ، تعد الجبهة اليمنى نقطة ضعف أخرى في الفريق المصري ، لأن أحمد فتحي بصراحة لا يملأ هذا المركز ، فهو يلعب بعصبية زائدة وليست لديه ثقة ، وإمكانياته محدودة من حيث السرعة ، وإن كان قويا في الالتحام ، وباختصار ، فتحي جيد من الناحية الدفاعية ، ولكنه متواضع جدا من الناحية الهجومية ، وشاهدنا هذا بوضوح في المباريات الودية الأخيرة ، والدليل على ذلك أنه لا يسدد كثيرا على المرمى ، كما أن كراته العرضية معظمها "طائشة" أو "بالونية" غير مجدية ، بعكس الكرات العرضية اللولبية المتقنة التي يجيدها محمد عبد الوهاب في الجانب الأيسر ، وعبد الوهاب بوجه عام يفوق فتحي في السرعة والقوة الهجومية ، وأيضا في التسديد من مسافات بعيدة ، ولهذا ، فإن الجبهة اليسرى في الفريق المصري نقطة قوة واضحة ، وإن كانت قد انكشفت للدنيا كلها قبل أن تبدأ البطولة ، والجبهة اليمنى نقطة ضعف أيضا واضحة ، ولعلاج هذه النقطة أقترح أن يكون أحمد حسن هو البديل لأحمد فتحي في هذه المنطقة ، لأنه يمتلك الخبرة والإمكانيات اللازمة