"نحن لا نرغب في أن يتوج توتنام بالدوري.. الجماهير والنادي واللاعبون.. كلنا نتفق في هذا".. إدين أزار لاعب تشيلسي. حينما قال البلجيكي ذلك عقب مباراة بورنموث الأسبوع الماضي، لم يكن يعبر عن رأي شخصي فقط. تشيلسي يستضيف توتنام هوتسبير مساء الإثنين بملعب ستامفورد بريدج، في مباراة قد تحسم لقب الدوري الانجليزي الممتاز لصالح ليستر سيتي. أي نتيجة غير فوز توتنام بملعب غريمه الأزرق ستمنح اللقب لثعالب ليستر. لكن لماذا يرغب كل من ينتمي لتشيلسي في إهداء اللقب لليستر؟ أو بمعنى أدق، في حرمان توتنام من اللقب؟ بحسب ريك جلافنيل المؤرخ الرسمي لنادي تشيلسي "كل شيء بدأ في الستينيات، وبلغ ذروته عام 1967". توتنام الأفضل كثيراً في هذا التوقيت بدأ في استقطاب لاعبي تشيلسي لصفوفه. عدد من النجوم مثل جيمي جريفز، تيري فينابلز وغيرهم تركوا البلوز لجارهم اللندني توتنام. لكن الأمر بلغ قمة العداء حين تأهل الفريقان معاً لنهائي كأس الاتحاد الانجليزي عام 1967. كانت هي المرة الأولى التي يلتقي فيها فريقان من لندن في نهائي الكأس. أكثر من 100 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات ملعب ويمبلي القديم. توتنام فاز بهدفين لهدف ليفوز بالكأس للمرة الخامسة في تاريخه، ويحرم تشيلسي من لقبه الأول. العداء اشتعل بين الفريقين، قبل أن يزداد تأججاً حين التقيا في نهاية موسم 1974-1975 بملعب وايت هارت لين، في مباراة تحسم مصيرهما بالبقاء ضمن الدرجة الممتازة. فاز توتنام يومها بهدفين ليهبط تشيلسي للدرجة الثانية، وازدادت جماهيره كراهية للجيران أكثر وأكثر. "حين انتقلت لتشيلسي من توتنام في صيف 1988 لم أكن أعرف أنهم يكرهون السبيرز بهذه الطريقة. كانوا لا يرغبون في أن يفوز توتنام بأي شيء. الأمر كان غير قابل للتصديق. الجمهور لم يتقبلني لفترة طويلة لأنني قادم من صفوف الأعداء".. جراهام روبرتس مدافع توتنام وتشيلسي في الثمانينيات. لكن الأمور انقلبت فيما بعد. توتنام لم يفز على تشيلسي في ستامفورد بريدج منذ فبراير 1990، أي قبل أن يولد نجمه الحالي هاري كين بثلاث سنوات. في 2012 فاز تشيلسي بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، ليصبح أول نادي من العاصمة لندن يحقق هذا الإنجاز. لكن هذا وحده لم يكن مصدر سعادة جماهير البلوز. فوز تشيلسي كان يعني أن رابع ترتيب الدوري وقتها (وهو توتنام بالذات) لن يمكنه المشاركة في النسخة المقبلة من دوري الأبطال بسبب قوانين الاتحاد الأوروبي، لأن تشيلسي كان قد أنهى الموسم في المركز السادس. "حرمان توتنام من المشاركة في دوري الأبطال كان شعوراً أفضل حتى من التتويج باللقب. أي شيء يزعج جماهير توتنام هو أمر سعيد بالنسبة لنا. لذا أتمنى أن نصيبهم بالإحباط مساء الإثنين، كلنا في تشيلسي نتشارك هذه الأمنية".. ديفيد جونستون، مدير تحرير مجلة نادي تشيلسي الرسمية. في مباراة تشيلسي الأخيرة بملعب بورنموث، لم تكن الجماهير تحتفل بالفوز 4-1 بقدر ما كانت تحث لاعبيها على حرمان توتنام من اللقب. هتافات "من الأفضل لكم أن تسحقوا توتنام" (المصحوبة بعدد من الشتائم للسبيرز) كانت هي الأعلى تردداً بين جماهير تشيلسي التي سافرت لملعب دين كورت. "لا أتمنى أن يفوز توتنام بالدوري. ليكن ليستر سيتي أو أي فريق آخر، إلا توتنام".. سيسك فابريجاس لاعب تشيلسي.