رباعية في ريال مدريد على سانتياجو برنابيو، سداسية في روما بدوري الأبطال ثم رباعية أخرى في ريال سوسيداد وتتبعها سداسية لن تكون الأخيرة في مرمى فيلانوفينسي. فريق مذهل وأداء خرافي جعل من برشلونة حديث العالم، كيف لا وهو صاحب الثلاثي الهجومي الذي الذي لا يقهر.. ميسي، سواريز ونيمار. كل ذلك كان قبل فترة قصيرة هذا الموسم، لكن برشلونة الآن يمر بفترة سيئة، والخسارة أمام فالنسيا على أرض "كامب نو" اليوم في الجولة ال 33 من الدوري الإسباني ليست من فراغ. فالنسيا نجح في الفوز على برشلونة بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت على ملعب "الكامب نو"، ورغم أن البلوجرانا مازالوا على قمة ترتيب الدوري بفارق الأهداف عن أتليتكو مدريد ونقطة عن ريال مدريد، إلا أن مخاوف المعسكر الكتالوني تكمن في كيفية إدارة اللقاء من قبل لويس إنريكي وليس في فقدان الصدارة. لويس إنريكي لم يقم بأي تغيير خلال اللقاء مكتفيا بمشاهدة فريقه يخسر النقاط. دكة برشلونة دكة برشلونة في مباراة فالنسيا تير شتيجن "حارس مرمى" مارك بارترا، دوجلاس، داني ألفيش، أليكس فيدال، أدريانو كوريا "خط دفاع" منير حدادي "هجوم" بالنظر لدكة برشلونة في المباراة، فإن لويس إنريكي كان محقا في الاكتفاء باللاعبين على أرض الملعب، فهو لا يملك اللاعب الذي بإمكانه تغيير سير اللقاء أو من الممكن أن يكون أفضل من نظيره في الميدان. هذه الحالة يقع فيها المدربين أحيانا ببعض المباريات، لكن المشكلة في برشلونة هي أن تعثر الفريق في إحراز هدف مبكر أمام أي خصم، يعني أن الفوز سيكون أمرا صعبا على زملاء ميسي، إلا لو جاء من قبيل الصدفة مثلما حدث أمام مالاجا في بداية الدوري بهف فيرمايلن. بخلاف مباراة مالاجا، واجه برشلونة صعوبات في عدة مباريات هذا الموسم، لكن الفوز لم يتحقق في أي مباراة أخرى. أولى الهزائم هذا الموسم كانت أمام أتليتك بلباو في كأس السوبر الإسبانية برباعية ذهابا، وفي تلك المباراة أشرك إنريكي الثلاثي إنييستا، إيفان راكيتيتش وساندرو راميريز، ولكنهم لم يكونوا ليصبحون متاحين، لولا أن قرر إراحتهم قبل بداية اللقاء. مباراة الإياب لم يختلف فيها الحال كثيرا، فرغم أن برشلونة كان مطالبا بتعويض أربعة أهداف، إلا أنه اكتفى بالتعادل بهدف لكل فريق، والأسوأ أن إنركي لم يستطع إدخال إلا تغييرين فقط خلال المباراة يتمثلان في الصغيرين منير الحدادي وساندرو راميريز، رغم أن الفريق يلعب منقوصا منذ الدقيقة ال 56 بطرد جيرارد بيكيه. تعثر جديد أمام سيلتا فيجو ومرة أخرى لا يجد لويس إنريكي من يسعفه على دكة البدلاء، فلا يقم إلا بتغييرين فقط هما منير حدادي وإيفان راكيتيتش، والمحصلة هي الخسارة بأربعة أهداف مقابل هدف. هزيمة أخرى كانت أمام إشبيلية، وكالعادة لم يقم إنريكي إلا بتبديلين فقط هما داني ألفيش وساندرو راميريز، والنتيجة كانت الهزيمة بهدفين مقابل هدف. تعادل سلبي مع إسبنيول، اشترك فيه من دكة البدلاء لاعب واحد هو سيرجي روبيرتو! تعادل مع فياريال بهدفين لكل فريق والبدلاء كانا المدافعان جيرمي ماتيو وداني ألفيش. ليس هذا كل شئ، فالخسارة أمام ريال مدريد شهدت تغيير واحد بنزول أردا توران بدلا من راكيتيتش، والهزيمة الأخيرة أمام ريال سوسيداد في الدوري، تغييرات إنريكي فيها كانت بإدخال أندريس إنييستا، خوردي ألبا وإيفان راكيتيتش. ثم الخسارة أمام أتليتكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، شهدت تغييرين فقط هما أردا توران وسيرجي روبيرتو. العامل المشترك في كل هزائم برشلونة هو أن لويس إنريكي لا يقم بكل تغييراته، لا ثقة منه في الأساسيين أو لكونه من مدرسة تأخير التغييرات، لكن لأن البدلاء الفعالين ليسوا متاحين. الملاحظ أيضا، أن التغيير دائما هو منير الحدادي وغالبا يكون لمجرد التغيير، والتبديل الثاني دائما لا يلجأ له، إلا إذا تصادف أنه كان يريح في تلك المباراة أحد الأساسيين سواء داني ألفيش، إيفان راكيتيتش أو أندريس انييستا. دعم يناير لويس إنريكي لا يلام على ضعف دكته لأنه لا يختر عدم التدعيم، وإنما كان الأمر إجباريا بسبب عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم على برشلونة بالحرمان من إبرام تعاقدات جديدة لمدة موسمين متتاليين للانتقالات. إنريكي لم يتعاقد في برشلونة في مسيرته معهم إلا مع 8 لاعبين هم لويس سواريز، توماس فيرمايلن، كلاوديو برافو، تير شتيجن، دوجلاس وجيرمي ماتيو، أردا توران وأليكس فيدال. تجربة ريال مدريد ريال مدريد في الموسم المنصرم قدم أداء رائع ونتائج أروع في الدور الأول جعلته على قمة ترتيب الدوري مع انتهاء نصف الموسم الأول، بالإضافة للفوز على برشلونة بهدفين مقابل هدف ذهابا. الأمور استمرت على نجو مثالي حتى توج الفريق بلقب كأس العالم للأندية، ومن هنا كانت تقطة التحول. إصابات عديدة في خط وسط ودفاع ريال مدريد أدت لتحول النتائج بشكل كلي في النصف الثاني من الموسم، والمحصلة كانت هي خسارة كل الألقاب. الحال هذا الموسم لا يختلف كثيرا في برشلونة عنه في ريال مدريد بالموسم الماضي، فرغم أن الفريق الكتالوني لم يعاني نفس كمية الإصابات التي عانى منها الريال في الموسم الماضي، لكن قائمة برشلونة ضعيفة من الأساس ولا تحتوي على الأسماء القادرة على صنع الفارق حال تعقد النتيجة. برشلونة الآن مهدد بتكرار سيناريو ريال مدريد في الموسم الماضي وخسارة كل الألقاب، وقد بدأ ذلك بالفعل بعد توديع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي أمام أتليتكو مدريد وفقدان النقاط في الدوري إلى أن وصل أتلتيكو مدريد للتساوي معه في الرصيد. قبل أسبوعين فقط كان برشلونة هو المرشح الأول لكل الألقاب، لكن الحال لم يعد كذلك الآن، وحتى إن أفلت الفريق الكتالوني بلقب الدوري أو ثنائية الدوري والكأس هذا الموسم، فعليه أن يراجع نفسه قبل الموسم المقبل.