"رحلة سعيدة تشيزاري. كنت رجلا مثاليا في كالشيو مثالي".. هذه كانت الكلمات التي اختارتا الكورفا نورد الخاصة بإنتر لتحية أسطورة الجار اللدود ميلان، تشيزاري مالديني. تشيزاري لم يكن مجرد لاعبا أو مدربا أسطوريا لميلان. كان المدرب الذي علي يده تعرض إنتر للهزيمة الأثقل في الدربي بستة أهداف نظيفة. رغم ذلك، جمهور إنتر تناسى كل ذلك وأظهر احترامه لفرد من عائلة مالديني. لماذا؟ ما قد لا يعرفه البعض أن هذه لم تكن السابقة الأولى بين الطرفين اللذان من المفترض أن يكونوا ألد أعداء نظرا لما يمثله اسم مالديني في ميلان. الحكاية بدأت في 2009 في الدربي الأخير لباولو مالديني. جمهور إنتر اختار أن يودع المدافع الأنيق علي طريقته إذ رفعت الكورفا لافتة بطول المدرج كتبت فيها: "مالديني. 20 عاما كنت فيها منافسا لنا، لكن في الحياة تبقي شخصا عادلا." لافتة جذبت انتباه باولو ووجه على إثرها تحية خاصة لجماهير الكورفا نورد قائلا:" رغم العداوة الكبيرة بيننا، لكن يبقي الاحترام متبادلا بيننا. أنا فخور بتحيتكم وأشكركم علي تذكيري بالأشياء الجميلة في كرة القدم." كلام لم يتوقعه الكثيرون بسبب علاقة باولو المتوترة بعالم الكورفا عموما، وبالكورفا سود الخاصة بفريقه خاصة. مالديني وكورفا سود جماهير "الكورفا" التي تشجع ميلان اختارت يوم وداع باولو مالديني لتهتف باسم باريزي وترفع لافتات بالرقم 6. حاولت مضايقة مالديني وكتبت "أن النادي له قائد واحد تاريخي فقط هو باريزي". المشكلة بين مالديني والأولتراس حدثت بعد موقعة اسطنبول في 2005 التي شهدت فقدان ميلان لتقدمه بثلاثة أهداف على ليفربول وانتهاء نهائي دوري أبطال أوروبا بفوز الحمر. في المطار عندما كان الكورفا الحزينة والغاضبة في استقبال ميلان، هاجمت قائد الفريق وطالبته بتفسير لما حدث. نعتهم مالديني بالحثالة على حسب رواية الكورفا وبدأت المشكلة. مالديني تحدث عن كورفا سود للصحافة بعد واقعة اللافتات، قائلا: "فخور أني لست واحدا منهم. هؤلاء الذين لا يحترمون لاعبيهم ولا قمصان فريقهم". لهذا سر العلاقة بين الكورفا نورد المشجعة لإنتر وعائلة مالديني ربما فقط إغاظة جماهير الروسونيري مستغلين سوء العلاقات ما بينهم، أو أنها فعلا "الأشياء الجميلة في كرة القدم".