تسعى المنتخبات العربية الثلاثة المشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب الخامسة عشرة التي تستضيفها هولندا في الفترة من العاشر من يونيو الحالي إلى الثاني من يوليو المقبل وهي مصر والمغرب وسوريا إلى تجاوز المراكز الشرفية والوصول إلى منصة التتويج رغم الصعوبات التي ستعترض طريقهم في سبيل تحقيق هذا الحلم. المشاركة العربية في هذه البطولة التي تعد الأهم بعد مونديال الكبارة مميزة إلى حد بعيد بالقياس لعدد البطولات القليلة التي تم تنظيمها منذ عام 1977 ، ورغم أن أيا من الدول العربية لم تفز باللقب ، فإن قطر حلت ثانية في البطولة الثالثة عام 1981 بأستراليا وجاءت مصر في المركز الثالث في البطولة الثالثة عشرة بالأرجنتين عام 2001 ، بينما التنظيم العربي كان بارزا أيضا في تاريخ هذه البطولة. العرب والتنظيم وإذا بدأنا بموضوع "التنظيم" ، سنقول إن أربع دول عربية استضافت البطولة على أرضها بنسبة تتجاوز 25% من عدد البطولات التي أقيمت حتى الآن ، فكانت البداية من تونس عام 1977 ، وهذا في حد ذاته شرف كبير للدولة العربية الأفريقية ، ويؤكد ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في قدرات تونس لاستضافة البطولة الأولى لكأس العالم للشباب ، وجاءت المملكة العربية السعودية لتنظيم البطولة السابعة عام 1989 بشكل أبهر العالم أجمع. وكانت قطر ثالث دولة عربية وثاني دولة خليجية تستضيف مونديال الشباب عندما احتضنت البطولة العاشرة عام 95 ، واخيرا الإمارات التي استضافت البطولة الماضية عام 2003 وأحرجت هولندا بشكل كبير نظرا لنجاحها في استضافة هذا الحدث بشهادة كبار رجال الفيفا وعلى رأسهم السويسري جوزيف بلاتر الذي أكد نجاح الإمارات في تنظيم البطولة لدرجة أحرجت كل من يستضيفها بعدها. المشاركة العربية أما إذا انتقلنا إلى المشاركة العربية ، فقد تميزت هذه المشاركة في مونديال الشباب بالحضور والتميز على مر تاريخها ، حيث شارك المغرب والعراق في البطولة الأولى ، بالإضافة إلى تونس الدولة المضيفة ، لكن في بطولة اليابان عام 1979 التي أطلق عليها فيما بعد "بطولة مارادونا" انحصرت المشاركة العربية على منتخب الجزائر فقط. وفي البطولة الثالثة التي استضافتها استراليا تألق المنتخبان القطري والمصري بشكل لافت ، فوصل الأول إلى المباراة النهائية فيما يعد أفضل إنجاز عربي حتى هذه اللحظة وصعد الثاني لدور الثمانية ليزيلا أثر عدم مشاركة أي منتخب عربي في البطولة الرابعة التي استضافتها المكسيك عام 1983 ، وعادت تونس من جديد للبطولة في البطولة الخامسة التي استضافها الاتحاد السوفييتي السابق والتي شهدت المشاركة الأولى للسعودية.
لقطة من إحدى مباريات منتخب مصر في بطولة الأمم الأفريقية للشباب في بنين ويبدو أن المنتخب السعودي تعود على المشاركة في هذه البطولة بعدما تأهل إيضا إلى البطولة السادسة التي استضافتها شيلي عام 1987 وصاحبه منتخب خليجي آخر هو منتخب البحرين ، وجاء الدور على السعودية لاستضافة البطولة والمشاركة بها للمرة الثالثة على التوالي وصاحبت معها المنتخب العراقي في ثاني مشاركة له والمنتخب السوري الوافد الجديد على مونديال الشباب. وأقيمت البطولة الثامنة في البرتغال عام 1991 وشارك فيها المنتخب المصري والسوري في ثاني ظهور لهما بالمونديال ، واستضافت أستراليا البطولة للمرة الثانية عام 1993 وشارك فيها منتخب عربي واحد هو المنتخب السعودي ، وجاء الدور على البطولة العاشرة التي استضافتها قطر عام 95 وشارك فيها المنتخب السوري في ثالث مشاركه له. واستضافت دولة ماليزيا البطولة الحادية عشرة عام 97 والتي شارك فيها 24 فريقا لأول مرة بينها المملكة المغربية في ثاني ظهور لها وصحبت معها منتخب الإمارات لأول مرة ، وعاد المنتخب السعودي للمونديال في البطولة الثانية عشرة في نيجيريا وكان المنتخب العربي الوحيد في البطولة. وكانت المشاركة المصرية الثالثة عام 2001 في البطولة الثالثة عشرة بالأرجنتين متميزة ، حيث شهدت ثاني أفضل إنجاز عربي باحتلال مصر المركز الثالث في أكبر إنجاز للكرة المصرية على مدار تاريخها ، وكان المنتخب العراقي ضيف شرف على هذه البطولة ، وأخيرا بطولة الإمارات وشارك فيها المنتخب المصري للعام الثاني على التوالي ومعه المنتخب السعودي. حظوظ المنتخبات العربية في هولندا : مصر تبدو فرص المنتخب المصري الأفضل بين المنتخبات العربية الثلاثة من الناحية النظرية ، ويرجع ذلك لكون المنتخب المصري يشارك في هذه البطولة للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخه وكان قد حقق انجازا كبيرا في بطولة الأجنتين بحلوله ثالثا ، فضلا عن وصوله للمباراة النهائية ل