"محبوب الخطيب".. هو العنوان الذي اختارته مجلة فرانس فوتبول الفرنسية للعدد الذي تضمن إعلان فوز الخطيب بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أفريقي عام 1983، ذلك الفوز الذي يعد الانجاز الأكبر لنجم الكرة المصرية. فالخطيب صاحب لقب لاعب القرن العشرين لم يشارك في كأس العالم، ولم يفز بكأس الأمم الإفريقية إلا عام 1986 - في بطولة كان نجمها هو طاهر أبوزيد- ولو أحصينا رصيده من البطولات لوجدنا أن التوأم حسن وعصام الحضري ووائل جمعه قد حققوا من الألقاب والبطولات ما يفوق رصيد بيبو من الألقاب والبطولات. لكن بيبو لا يزال يحتفظ بالانجاز الأكبر للاعبي الكرة المصريين، والذي يتفوق به علي الجميع وحتي علي محمد أبو تريكه، فالخطيب هو اللاعب المصري الوحيد الذي فاز بجائزة أفضل لاعب إفريقي. وفي المقابل جاء أبوتريكة في المركز الثاني عام 2008 ، أما ميدو جاء ثالثاً عام 2002، والراحل ابراهيم يوسف حل ثالثاً مرتين عامي 84و85، وقبلهما حسن شحاته الذي جاء ثالثاً عام 1974، وعلي أبوجريشة نجم الاسماعيلي الذي جاء ثانياً عام 1970. وبهذا يبقي محمود الخطيب متفرداً بفوزه بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أفريقي عام 1983، وكانت هذه الجائزة قد بدأت عام 1970 بتنظيم مشترك بين مجلة( فرانس فوتبول ) الشهيرة واذاعة فرنسا الدولية، لتكون النسخة الإفريقية من الكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي التي تنظمها المجلة منذ الخمسينات. وفي عامها الأول توج باللقب لاعب مالي سالف كيتا المحترف في سانت ايتيين الفرنسي. ظلم لم يفز الخطيب بالجائزة المرموقة في المحاولة الأولي عام 1982 برغم أنه كان الأفضل في القارة بدون منازع، بعد مسيرة أسطورية انتهت بتتويج الأهلي بلقبه الإفريقي الأول علي حساب أشانتي كوتوكو الغاني.. لكن تألق لاعبو الجزائر والكاميرون في كأس العالم 82 جعل نجمه يخفت ويتراجع أمام الكاميروني جوزيف نكونو الذي فاز باللقب، وتلاه الجزائريان صلاح عصاد والأخضر بللومي، ليحل الخطيب رابعا متراجعاً أمام سطوة كأس العالم وتأثيره علي أصوات لجنة الاختيار التي تضم اعلاميين وصحفيين يمثلون غالبية الدول الإفريقية، ويقوم كل واحد منهم باختيار خمسة لاعبين ويحصل الأول علي خمس نقاط والأخير علي نقطة. لكن أعضاء لجنة مسابقة الكرة الذهبية لأفضل لاعب إفريقي لم ينسوا تألق الخطيب عام 82 واستمراره علي نفس التوهج في عام 83.
وبالرغم من أن الأهلي خسر نهائي بطولة أفريقيا لأبطال الدوري أمام أشانتي كوتوكو، وبهدف من المنافس الأول للخطيب علي اللقب عام 1983 اللاعب الغاني الخطير أوبوكو نتي، إلا أن أعضاء اللجنة رأوا أن الخطيب يستحق الفوز مكافأة علي الأداء المتميز لعامين مع الأهلي ومع المنتخب المصري، وأن النجم الغاني صاحب الخمسة وعشرين عاماً لا يزال أمامه الفرصة للحصول علي اللقب في مرات قادمة. الخطيب اختير 11 مرة في المركز الأول، و8 مرات في المركز الثاني، ليحصل علي اجمالي 98 نقطة أما منافسه فاختير 8 مرات في المركز الأول، و7 مرات في المركز الثاني، ليحصل علي اجمالي 89 نقطة. قائمة اللاعبين العشرة الأفضل في القارة ضمت مصرياً أخر هو الراحل ناصر محمد علي نجم المقاولون العرب الفائز ببطولة أبطال الكؤوس، الذي حل ثامناً ، ومعه زميلاه في الفريق الحارس الكاميروني أنطوان بل، والغاني عبد الرزاق كريم اللذان تقاسما المركز الرابع. (فرانس فوتبول) أكدت أن الخطيب ووصيفه اوبوكو نتي كانا الاختيار الأفضل بدون منازع، وأن هذا التكريم الدولي للخطيب، هو اعتراف بمكانته الكبيرة علي الساحة الإفريقية، خاصة وأنه أصبح واحداً من أبرز معالم مصر ، وهو يرتدي الفانلة الحمراء التي تميز النادي الأهلي صاحب الشعبية الكاسحة. النشأة وتطرقت المجلة إلي نشأة محمود ابراهيم ابراهيم الخطيب، المولود في 30 اكتوبر 1954 بحي القلعة الشعبي والتاريخي بالقاهرة والذي يتسمى بمعلمه الشهير الذي شيده صلاح الدين الأيوبي علي مشارف القاهرة للدفاع عنها، لكنها الآن أصبحت في قلب المدينة، وأنه ولد لأب يعمل محاسباً بوزارة الأوقاف وله سبعة من الأخوات، وأخان. لكن بداية محمود مع الكرة لم تكن في هذا الحي، بل كانت في حي مصر الجديدة، عندما انضم لصفوف نادي النصر في سن ال12، وظل فيه حتي بلغ ال16 عندما التقطته أعين كشافو النادي الأهلي، وفي عام 1973 كان يلعب مباراته الدولية الأولي أمام منتخب الكونجو. واختتمت المجلة تقريرها بأن محمود الخطيب أينما سار في شوارع القاهرة ترددت حوله نداءات (بيبو...بيبو) ذاكرة ان بيبو هي تصغير لكلمة (حبيبو) أي المحبوب بالدارجة المصرية، وهو العنوان الذي اختارته المجلة للمقال ( الخطيب...المحبوب). كل عام وأنت طيب يا بيبو المحتوى مقدم من صفحة.. "تاريخ الكرة في مصر" على فيس بوك.