مع تحيات الوحدة التاسعة .. مجرد جملة كانت تظهر على التتر لثوان قليلة بعد كل مباراة كانت تذاع على التليفزيون، ولايزال يتذكرها كل من يتابع كرة القدم في مصر. الوحدة التاسعة تخص المصريين فقط ولا يعرفها غيرهم، فهي كانت المتخصصة عن نقل مباريات الدوري على التليفزيون المصري قبل ظهور البث الفضائي. في مصر، بات المنتخب الأول قريبا من الغياب عن كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي، وفشل بالفعل منتخب الشباب في التأهل للبطولة التي يحمل لقبها. الأغلبية حملت كل مدرب مسؤولية ما حدث لفريقه، ولكن البعض ذهب إلى اتهام فاروق جعفر المدير الفني لاتحاد الكرة، على أساس أن النكسة أصابت المنتخبات المصرية ككل. ولكن أولا ما هي طبيعة هذا المنصب ودوره الحقيقي؟ هل هو بسلطات أم أن الأمر لا يتخط حدود التوصيات؟ إجابة هذه الأسئلة يوضحها طبيعة الوظيفة التي وضعها اتحاد الكرة، وهي أن يقوم المدير الفني للاتحاد بدور المستشار فيما يتعلق بسياسة تطوير المنتخبات بشكل عام دون أن يتعارض مع منصب المدير الفني للمنتخبات. فاروق جعفر تولى منصبه في يناير 2014، بعد فترة كان فيها المنصب شاغرا.. وكان تصريحه الأول وقتها "مصلحتي هي خدمة المدربين، لأن نجاحهم من نجاحي". والآن، بعد أكثر من فشل، يجيب فاروق جعفر على السؤال.. هل يتحمل مسؤولية هذا الفشل؟ بتاع فنيات قال جعفر لFilGoal.com: "توليت منصبي في اتحاد الكرة بعد تشكيل الأجهزة الفنية للمنتخبات بالفعل، ولم يكن لدي أي دور في اختيار أي فرد حاليا". واستدرك مضيفا "وعندما قرر اتحاد الكرة رحيل علاء ميهوب من تدريب منتخب الشباب وتولي ياسر رضوان المهمة، طلبت إسناد هذه المسؤولية إلى مدرب كبير صاحب خبرة يعاونه رضوان وهذا لم يحدث". وأضاف محتدا "هذا ليس أول اقتراح يرفضه اتحاد الكرة مني، فقد طلبت أن يبدأ الدوري منتصف أغسطس وليس في سبتمبر، ولكن هذا أيضا لم يحدث". هنا كان يجب أن نذهب إلى اتحاد الكرة، لسؤاله عن فائدة منصب المدير الفني للاتحاد طالما أن توصياته لا تُنفذ. ولكن حمادة المصري عضو مجلس اتحاد الكرة كان له رأي آخر "الأمور جميلة بيننا في اتحاد الكرة وتسير بشكل جيد، ففاروق جعفر محق والفنيات من اختصاصه". واستدرك مضيفا "ولكن ما حدث أن البلد كانت تعيش حدثا سياسيا في الوقت الذي طلب أن يبدأ الدوري فيه، كما أن شوقي غريب المدير الفني لمنتخب مصر طلب أن يبدأ الدوري منتصف سبتمبر". ويواصل موضحا "الحقيقة أنني اتفقت معه فيما يخص ياسر رضوان، ولكن تصويت أعضاء المجلس رفض تنفيذ توصيات جعفر".
ويرد جعفر "أنا (بتاع) فنيات، وما أطلبه يجب أن يُنفذ وهذه هي طبيعة عملي التي يعرفها رئيس اتحاد الكرة". مجاملات؟ ويفتح هذا الخلاف جدلا جديدا حول جدوى هذا المنصب، طالما اتحاد الكرة يشترط قبول مجلسه لتوصيات المستشار الفني بالإجماع. فقبل تولي جعفر مهمته، اتحاد الكرة كان قد اتخذ قرارا مفاجئا بإبعاد ربيع ياسين من تدريب المنتخب الأوليمبي، وإسناد المهمة لحسام البدري. هذا القرار كان غريبا لأن نتائج ربيع ياسين مع منتخب الشباب لم تكن كارثية، بالنظر إلى أنه صحيح خرج من الدور الأول لمونديال تركيا، ولكنه توج بكأس الأمم الإفريقية في الجزائر. "اتحاد الكرة يسير بالمجاملات، فكل عضو يريد أن يسند مهمة تدريب منتخب لصديق" .. هكذا برر ربيع ياسين قرار إبعاده عن تدريب المنتخب الأوليمبي. ويوضح "قدت منتخب الشباب في 12 مباراة، فزت في 10 وخسرت مرتين، فهل رحيلي فعلا كان لسبب فني؟ أساسا لم يكن هناك مستشار فني للاتحاد وقت هذا القرار". هذه الأزمات ليست جديدة على اتحاد الكرة، فهي ظهرت في عهد مجلس سمير زاهر مع الراحل محمود الجوهري. زمن الجوهري كان الراحل محمود الجوهري المستشار الفني السابق والذي بدأ عمله في 2007 قد دخل في خلاف مع مجلس سمير زاهر بسبب تمسكه بفكرة إقامة مسابقة دوري للاعبين دون 23 عاما، انتهى بالتقدم باستقالته بعد أقل من عام. كل هذا حدث، رغم أن سمير زاهر أقنع الجوهري بقبول هذا المنصب بسبب تدهور حال منتخبات الناشئين في مصر. وقرر اتحاد الكرة بعدها تعيين فتحي نصير ليخلف الجوهري. هل يتعنت اتحاد الكرة في رفض طلبات مستشاريه الفنيين؟ هذا السؤال يجيب عليه ربيع ياسين، بعدما عمل مع الجوهري. فيقول ربيع ياسين: "كنا نستفيد من وجود الجوهري في هذا المنصب، تخيل أن تتعلم من قامة كبيرة مثله". ويوضح "الجوهري كان يسأل في كل تفصيلة، كان يحب أن يعرف لماذا أشركت هذا اللاعب وقمت بهذا التغيير وماذا فعلت عندما تأخرنا في النتيجة، كل هذا كان يحدث دون أن أشعر أنه يضايقني في عملي". وأضاف "كل هذا تغير بعد الجوهري رحمه الله". أمير عبد الحليم على تويتر @AmirAbdElhalim