أنخل دي ماريا، الرجل الذي تحول من لاعب غير مرغوب في خدماته، إلى قلب نابض للفريق الملكي ريال مدريد. كيف حدث ذلك؟ صدفة، ثم استغلال لها، وأخيرا ثبات غير عادي في المستوى.. ويوضح التقرير التالي قصة الأرجنتيني الطائر: ارحل مع بداية الموسم، تعاقد ريال مدريد مع صانع الألعاب الدولي إسكو من مالاجا، والجناح الويلزي الطائر جاريث بيل، في صفقة كلفت النادي الملكي 100 مليون يورو. بات واضحا أن الفريق لن يتحمل كل هذا العدد من صناع الألعاب، في وجود كريستيانو رونالدو وميسوت أوزيل ولوكا مودريتش مع (إسكو وبيل)، ودي ماريا. من الضحية التي سترحل؟ كل شيء كان يشير إلى دي ماريا.. لأنه جناح وريال مدريد تعاقد مع لاعب في المركز نفسه ب100 مليون يورو وهو أمر جلل. ودي ماريا كان غير راغب في الجلوس على مقاعد البدلاء. 1) الصدفة هنا جاءت الصدفة الأولى التي أدت لاستمرار دي ماريا، وهي تألق غير عادي من إسكو في مركز صانع الألعاب. إسكو سجل 4 أهداف في مشاركاته الأولى مع الميرنجي، كان الورقة الأكثر قوة في صفوف ريال مدريد. تألق إسكو جعل ميسوت أوزيل يجلس بديلا، وهنا بات الألماني راغبا في الرحيل، فسهل عملية اختيار "ضحية بيل" على مجلس إدارة النادي الملكي، واتجه صانع الألعاب الأعسر لأرسنال. 2) توازن الخطوة الثانية في رحلة تحول دي ماريا من مطرود إلى النجم الأول في صفوف الميرنجي كانت تغيير خطة الفريق من قبل المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي. ريال مدريد في بداية الموسم كان متذبذب المستوى، وهو ما دفع أنشيلوتي لتغيير خطته من 4-2-3-1 إلى 4-3-3. كانت رغبة أنشيلوتي أولا أن يجد مساندة للوكا مودريتش وشابي ألونسو، لأن الثنائي مهاري لكنه لا يضغط كثيرا على الخصوم. كذلك كان أنشيلوتي طامعا في منح حرية هجومية أكبر لكريستيانو رونالدو، كان يهدف لتحويل البرتغالي من جناح أيسر إلى مهاجم صريح. لكن المشكلة كانت في أن تفريغ رونالدو من أدواره الدفاعية، يضع أحمالا ثقيلة على كتفي الظهير الأيسر مارسيللو. هنا جاء الحل عن طريق دي ماريا، الذي تحول من جناح أيمن إلى ارتكاز ثالث يتمركز أقرب إلى الناحية اليسرى لريال مدريد. بات دي ماريا الحل السحري لريال مدريد، يضغط مع ألونسو ومودريتش وقت الهجوم، ويدافع مع مارسيللو حين الدفاع. 3) الرجل الأول أما الأمر الثالث فهو ثبات المستوى.. وهو الشيء الذي كان يفتقده دي ماريا منذ انتقل للميرنجي قادما من بنفيكا ب25 مليون يورو. أصيب كريستيانو رونالدو، فتحمل دي ماريا المسؤولية أمام برشلونة وقاد الميرنجي للفوز بكأس الملك. أصيب جاريث بيل قبل لقاء بايرن ميونيخ، فلعب دي ماريا دوره كارتكاز ثالث وكجناح أيمن مكان الويلزي المريض.