برحيل أليكس فيرجسون عن مانشستر يونايتد ترك الاسكتلندي العجوز لمواطنه وخليفته فريقا هزيلا لا يستطيع منافسة فرق إنجلترا الكبار بدون الشفرة السحرية التي وضعها السير ورحل بها. بداية مويس الهزيلة مع يونايتد هي الأسوأ للشياطين الحمر منذ عصر ما قبل فيرجسون محطما بعض من الأرقام التي صنعها وعززها الفريق خلال تلك الفترة وارتكب الفريق أخطاء جعلته خارج المنافسة على الدوري مع انتصاف المسابقة. لكن بالنظر لتشكيل يونايتد فإن مويس معذورا بعض الشيء فتركة فيرجسون كانت هزيلة وضعيفة مع مكابرة الاسكتلندي العجوز على تدعيم خط وسطه وترميم دفاعه منذ عام 2009 معتمدا بشكل كبير على الحالة الفنية لبعض من لاعبيه بالإضافة للشخصية التي صنعها لمانشستر يونايتد. شراكة فيدتش وفيردناند انهارت منذ عام 2011، إيفرا أصبح فريسة سهلة لكل جناح أو ظهير أيمن في الدوري الإنجليزي أما مشكلة الظهير الأيمن فهي تعود لعقد من الزمان مع بداية هبوط مستوى جاري نيفيل. هجوميا مانشستر لا يعاني سوى في صناعة اللعب بعد أن اعتمد فيرحسون في أواخر عصره على الأجنحة الإنجليزية الكلاسيكية مع مهاجم يسجل 30 هدفا بالموسم مع إهمال أن المهاجم القوي بات يسجلهم في نصف موسم، ومع انخفاض مستوى الأندية الإنجليزية وضح الفارق أوروبيا بين الشياطين الحمر ومنافسيهم بدوري الأبطال بالطبع نظرية الأجنحة أثبتت فشلها مؤخرا، فقط مقارنة صناع اللعب في أي فريق من أندية المقدمة بأوروبا مع أنطونيو فالنسيا وأشلي يونج ولويس ناني كفيل إذن ماذا يحتاج ديفيد مويس لترميم تركة فيرجسون الهزيلة حتى يستعيد مانشستر يونايتد مكانته كأنجح أندية الدوري الإنجليزي خلال الأعوام ال25 الماضية. - في البداية يعي مويس جيدا أن خط الوسط في الفريق لا يليق أبدا بفريق يريد المنافسة على جميع الألقاب سنويا، مع تقدم سن كاريك وارتباك كليفرلي المستمر واختفاء فيلايني المبهر، مانشستر يحتاج للاعب إرتكاز مهمته الأولى افتكاك الكرة وهي معاناة الشياطين الحمر الأولى هذا الموسم ثم التمريرات الحاسمة. الإحصائيات تشير أن فيل جونز أكثر لاعبي يونايتد افتكاكا للكرة بمعدل 2.5 مرة في المباراة في الوقت التي تمتلك أندية تتذيل ترتيب الدوري مثل وست هام معدلات مماثلة. الحلول "السوبر" في يناير نادرة أو المراهنة على موهبة قادمة من الدوري الفرنسي أو البرتغالي أو ناد وسط في الدوريات الأوروبية الكبيرة ولعل لارس بيندر ويوهان كاباي وجوارين تبدو حلولا رائعة للشياطين الحمر بدلا من اللهث وراء بوجبا وفيدال ولاعبون لن تحصل على خدماتهم. صناعة الفرص يفتقرها مانشستر يونايتد بشكل كبير ويزداد الأمر مع إصابة روني صاحب المعدل الجيد الوحيد من ضمن لاعبي مانشستر يونايتد جميعهم بصناعة 2.4 فرصة حقيقية في المباراة، باقي لاعبي الفريق معدلاتهم متوسطة وضعيفة حتى أن اللاعبين أصحاب المعدلات المتوسطة كانت ستنخفض لو شاركوا أكثر من 10 مباريات. الحاجة لصانع ألعاب تبدو ضرورية وليس هناك من يعتقد بأن هناك حل أفضل من خوان ماتا الذي يسعى خلفه يونايتد خاصة مع صعوبة الحصول على لاعبين يمتلكون نفس الكفاءة، ماتا الموسم الماضي صنع 36 هدفا لتشيلسي لو صنع نصفهم فقط ليونايتد خلال ما تبقى من الموسم. مع مهاجمين مثل واين روني وفان بيرسي والمتوقع عودتهما قريبا للفريق سيستطيع الفريق تحسين الشكل الهجومي بعض الشيء إذ يمتلك الثنائي ميزة التهديف وصناعة الفرصة معا. خط الدفاع يحتاج لإعادة هيكلة وهو ما يصعب حدوثه في وسط الموسم، نيمانيا فيدتش نفسه نجح فقط في الحصول على الكرة في ربع التدخلات التي قام بها فقط. أولويات احتياجات الفريق تجبر مويس على وضع ميزانية انتقالاته في تدعيم باقي الخطوط، فهل ينجح مدرب إيفرتون السابق في إعادة مانشستر فيرجسون لمكانه أم يعود يونايتد لمكانه ما قبل فيرجسون؟