السؤال "هل أنت جاهزا للدربي؟" .. الجواب "لقد ولدت جاهزا" .. هكذا دار الحوار بين ليوناردو المدير الفني لميلان وكلارنس سيدورف قبل إحدى مباريات الدربي أمام إنتر ميلان. الطفل الذي سافر مع والده من جزيرة سورينام ليتربى في هولندا أصبح الآن على مقعد القيادة كمدرب لأحد أكبر الأندية في أوروبا بعد مشوار طويل مع كرة القدم كلاعب. سيدورف الذي لم ينهي حياته الكروية سوى بعدما عرض عليه تولي منصب المدير الفني لميلان في خطوة هي الأجرأ في مشوار أي لاعب. سيدورف لم يكمل بعد ال37 من عمره ولكنه لم يتردد لحظة في قبول المسؤولية الكبيرة وقيادة النادي الذي لعب له ما يقرب من عشر سنوات وخاض بقميصه 300 مباراة. تربية العمالقة في عام 1982 اصطحب يوهان سيدورف نجله الذي لم يكمل السادسة من عمره إلى نادي محلي في مقاطعة ألميري الهولندية ليبدأ نشاطه مع كرة القدم. لم يمر سوى عاما واحدا حتى التقطت الطفل الصغير أعين كشافي أكاديمية أياكس للناشئين التي أسسها الأسطورة يوهان كرويف تحت إشرافه شخصيا. لينضم سيدورف الطفل إلى فريق من الناشئين يضم يافعين مثل إدوين فان دير سار ورونالد وفرانك دي بوير وإدجار ديفيدز وباتريك كلويفرت.
قائد ميلان تدربت المجموعة سويا حتى الوصول للفريق الأول لأياكس تحت قيادة المخضرم لويس فان جال الذي قاد الفريق بهذه المجموعة من الشباب لتحقيق دوري أبطال أوروبا عام 1995 على حساب ميلان وأغلبهم لم يتخطى ال20 من عمره. البيتبول يقول فان جال "سيدورف نموذج للاعب الهولندي المثالي (موهوب فنيا، ذكي خططيا، وقوي بدنيا) هذا هو اللاعب الذي حلمنا بصنعه منذ الثمانينات من القرن الماضي. ولقب سيدورف بلقب الكلب "البيتبول" لقدرته الخارقة على افتكاك الكرة من الخصم بالضغط عليه دون أخطاء بالإضافة إلى استحالة خسارته الكرة في أي التحام بدني. وهو ما أكده سيمون كوبر في كتابه "رجال كرة القدم" حين أكد أن أي مدرب كرة قدم في العالم كان يحلم بتواجد سيدورف معه في تشكيلته المثالية. سيدورف كلل مجهوداته كلاعب بالتتويج بأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا منهم ثلاثة مع أندية مختلفة (أياكس - ريال مدريد - ميلان) في رقم قياسي لم يحققه أي لاعب حتى الآن. مدرب من يومه كتب برونو دي ميكيلس الطبيب النفسي لميلان في تحليل سيدورف عام 2003 "إنه يفكر 70% كمدرب، 20% كمدير رياضي، و10% كلاعب".
صفات المدرب وهو التحليل الذي فسر خلافات سيدورف الكثيرة مع بعض المدربين بسبب إعطاءه الدائم للتعليمات لزملاءه سواء داخل الملعب أو في غرف الملابس. ويستطرد كوبر في وصفه لسيدورف "شخصية سيدورف القيادية قد تصبح مصدر قلق للكثير من المدربين، فثقة زملاءه في تعليماته تهدد سيطرة المدرب على غرف الملابس". وكان اللاعب الهولندي قد دخل في خلاف مع الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني لريال مدريد عام 1997 بعدما دخل إلى غرف الملابس ليجده يعطي اللاعبين تعليمات بين الشوطين فصاح غاضبا "إذا كنت تعرف الكثير، فلماذا لا تصبح أنت المدرب؟". وحينها رحل كابيللو لتدريب ميلان في العام التالي وبعد 17 عاما حقق سيدورف نبوءة المدرب الإيطالي وخلفه في نفس المنصب وبدون تجارب سابقه. اقرأ أيضا حوار مع سيدورف – خطة الكسول.. والماء السحري ما الذي يستطيع سيدورف فعله لإنقاذ ميلان؟ 5 خطوات