لم تسعد نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة قطاعا كبيرا من المصريين. فالثورة لم تقم لكى تعيد إلى الحكم مرشحاً ناصبها العداء، ولم تقم كذلك لتأتى إلى الحكم بمرشح الجماعة عنده تأتى قبل الوطن. وقد كتبت الأسبوع الماضى عن الفريق أحمد شفيق الذى خالف التوقعات ووصل إلى جولة الإعادة لأسباب مختلفة (وفق المؤشرات المعلنة). فقد ساندته أجهزة الدولة القديمة، كما تكتلت خلفه قطاعات من المصريين خافت عن حق من الثورة وبالذات من الإخوان. وساعده أيضاً أن منافسيه انقسموا بشدة فيما بينهم فتفرقت أصوات مناصريهم وتفتتت. وكرة الثورة الآن بالكامل فى ملعب الإخوان المسلمين. إما أن ينقذوها أو يلقوا بها إلى التهلكة. ورب ضارة نافعة. فقد تكون هذه اللحظة هى اللحظة الفارقة فى تاريخ الجماعة من أجل إنقاذ الثورة والوطن. والوقت ضيق وضيق جداً لكن ثمة خطوات لو اتخذتها الجماعة قبل جولة الإعادة فسيكون التحول كبيرا. من تلك الخطوات: 1) الإعلان الواضح والصريح والسريع عن فك الارتباط بين الحزب والجماعة، بين الدعوة والسياسة، بين المرشد ورئيس الحزب. 2) أن يستقيل الدكتور مرسى، متى نجح، من منصبه رئيساً لحزب الحرية والعدالة ليؤكد أنه رئيس لكل المصريين. 3) أن يتعهد حزب الحرية والعدالة، والأفضل أن يبدأ على الفور فى مفاوضات تشكيل تأسيسية الدستور لتأتى بالكامل من خارج مجلسى الشعب والشورى وتقوم بعملها على أساس التوافق لا الأغلبية. 4) أن تغربل الجماعة صفوفها من الصقور الذين أوقعوها فى أخطاء أخافت الشعب منهم، وأن تعود إلى صف القوى الوطنية الذين بدأت معهم فى الميدان ثم تخلت عنهم ظناً أنها قادرة على تحقيق النصر منفردة. 5) أن تعود الجماعة إلى السيدين حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح لتطلب منهما قبول العمل ضمن فريق رئاسى مع الدكتور مرسى. وهى خطوات ليست سهلة لكنها لازمة لو أدركت الجماعة أنها أمام مسئولية إنقاذ الثورة والوطن. وعليها أن تختار بين أن تبقى هكذا فزاعة للوطن أو ترتقى فتتحول إلى صمام أمان يبحث الوطن عنه فى وقت شدة.