سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة بين معتصمى «الدستورية».. «عائلة أبورزق تدعم قرارات الرئيس» «جابر»: أعتصم من أجل الله ونصرة «مرسى» وتطهير الإعلام.. ولم نمنع القضاة من دخول المحكمة
على طول الرصيف المواجه لمبنى المحكمة الدستورية العليا الفخيم، تتوزع خيام المعتصمين منذ 3 أسابيع، من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، أمام طريق ذى اتجاهين، تبدو حركة السير به طبيعية تماما. مدخل المحكمة خال إلا من بعض جنود الأمن المركزى المكلفين بحراسته، وبعض الخيام تجاور محطة مياه شرب الفسطاط، نقلها أصحابها إلى هناك منذ أيام، حلقات الذكر وتلاوة القرآن والمناقشات السياسية لا تتوقف طوال الليل، ولافتات كبيرة معلقة على الخيام إلى جوار صور الرئيس محمد مرسى مكتوب عليها «يا محكمة يا دستورية أنتى مش جهة سياسية»، «الدستور بيقول لا للفلول» وإلى جوارها توجد لافتة أخرى تقول «عائلة أبورزق تدعم قرارات الرئيس». وفى مقدمة خيام الاعتصام توجد خيمة كبيرة تتسع ل 40 إخوانيا، ينامون ويأكلون ويتناقشون ويتلون القرآن داخلها. يوقد بعضهم نارا خارج الخيمة لتشعرهم بالدفء فى ليلة بالغة البرودة، أما البطاطين فهى موجودة بكثرة داخل الخيام. يعرف المعتصمون بعضهم جيدا، وكل منطقة إدارية لها خيمة معروفة، فلا يضل أحدهم طريقها. رحل معظم المعتصمين المغتربين بسبب انشغالهم فى معركة الاستفتاء على الدستور بينما بقى إخوان القاهرة الذين فرغوا من المرحلة الأولى من الاستفتاء. ينظر المعتصمون إلى زائريهم بحذر شديد، يسألون عن هوية الزائر ويلتفون حوله بسرعة، ولا يخشون من ظهورهم فى وسائل الإعلام أو تصويرهم داخل الخيام لأنهم لا يمارسون أفعالا مخلة، حسب وصف عبدالمنعم جابر، شاب ثلاثينى يعمل «سوبر فايزر» فى شركة أدوية، مرتبه حوالى 5 آلاف جنيه، وينظر إلى مبنى المحكمة الدستورية الفخم من غير حجاب فيراه مبنى فرعونيا أصيلا لأنه يقدس حياة الفرعون حسب وصفه، ويقول «جئت إلى هنا من أجل الله وكلمة الحق، دخلى جيد وأمتلك سيارة ولا يوجد ما يجبرنى على الوجود فى البرد سوى نصرة الرئيس مرسى صاحب الشرعية» ويشكو من تشويه صورة الإخوان والإسلاميين فى الإعلام ويطالب بتطهيره، ويؤيد اعتصام أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامى. ويضيف «لم نمنع أعضاء المحكمة الدستورية من الدخول، بل نعترض على تدخلها فى السياسة، هى طرف رئيسى فى مؤامرة كانت تحاك ضد الرئيس، لا نعلم عنها شيئا لكن قيادات الإخوان والرئاسة يعرفونها جيدا»، مشيراً إلى احتمال فض الاعتصام بعد 72 ساعة فور الانتهاء من المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور. ويضيف معتصم آخر أن سبب الاعتصام هو عدم تمكين المحكمة من حل مجلس الشورى أو «التأسيسية»، لكن بعد إقرار الدستور سينتهى كل شىء، وسننتظر ماذا سيقول لنا قادتنا، الاعتصام هنا يسير بشكل منظم كل منا يقضى 12 ساعة فقط، ما بين نوم وتسلية وقراءة الورد القرآنى أو أحاديث نبوية، وكثير منا يبيتون ليلتهم ثم يتوجهون إلى أعمالهم فى الصباح ويعودون مساء ويحضرون معهم طعاما وشرابا من البيت أو يشترون طعاما من المحلات حسب استطاعة كل منهم، وفى الليل نقسم أنفسنا إلى قسمين، الأولون ينامون 4 ساعات والآخرون يحرسونهم، ثم ينامون بعدهم، وقد يستيقظ أحدنا لصلاة قيام الليل، فيما نستيقظ جميعا لأداء صلاة الفجر فى جماعة على نجيلة حديقة رصيف الكورنيش، قد يتوضأ ثلاثة منا بزجاجة مياه معدنية واحدة وهو المعروف باسم وضوء الفروض، وإن تيسر أحيانا نذهب إلى محطة شرب الفسطاط أو إلى مسجد قريب بالمطبعة. ويتعرف المعتصمون على الأخبار من خلال خدمة الإنترنت بأجهزة التليفونات المحمولة وجهاز الآى باد، وعندما يعودون إلى بيوتهم يقضون جل وقتهم فى مشاهدة قناة مصر 25 الإخوانية. محمد بيومى أحد المعتصمين يقول كنا نتوقع أن يصوت 65% من الشعب بنعم على الدستور، ولولا الإعلام «المضلل» لكانت النسبة 75%، فالإعلام يظلمنا بشدة ويفترى علينا، لا يرضون إلا عن عدد قليل من الإعلاميين أبرزهم عمرو الليثى يقولون «مش عنده حقد أو غل على الإخوان» ينقل الصورة كما هى، وهذه المرحلة الصعبة اختبار حقيقى «ليميز الله الخبيث من الطيب» ويتابع قائلا: فارق نسبة التصويت البسيط على الدستور يرجع إلى الجهل به ولإشاعة أنه دستور الجماعة لكن «يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»، ويسخر بعض المعتصمين من مليونية يوم الثلاثاء لرفض الاستفتاء على الدستور فيقول أحدهم هل رأيت مئوية اليوم التى دعت إليها جبهة الإنقاذ. فيرد آخر «دول كانوا 10 أنفار ماشيين فى مظاهرة»، ويرون أيضاً أن استقالة النائب العام غير قانونية لأنه أجبر عليها، ومن أجبره على ذلك وكلاء نيابة غير أكفاء، كان يقودهم شريف أحمد الزند نجل رئيس نادى القضاة. قبل منتصف الليل، تتوقف سيارة أمام خيام المعتصمين لتبيع لهم جريدة الحرية والعدالة «الإخوانية» فيجلس بعضهم أمام الخيام ليقرأوها على مهل تحت إنارة أعمدة الشارع.