اعتبر هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي في المهجر أن التحالف الحالي بين الجهاديين الأجانب وبعض السوريين إنما يؤكد فكرة أن الصراع السوري لن ينتهى بسقوط النظام فقط. ولفت مناع، في مقال له نشرته اليوم صحيفة "الجارديان" البريطانية وأوردته على موقعها الإلكتروني، إلى أن اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي عقد مؤخرا في مدينة مراكش المغربية لم يتضمن الحديث عن الانهيار المرتقب والمفترض للنظام السوري، لكن سيطر عليه النقاش بشأن "جبهة النصرة"، إحدى جماعات المقاومة المسلحة التي تنفذ عملياتها داخل البلاد، والتي صنفتها الولاياتالمتحدة من ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية". وأشار مناع إلى الدعوة التي وجهها الائتلاف الوطني السوري للولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها، فضلا عن إدانة جماعة الإخوان المسلمين لهذا القرار الذي وصفته بأنه "خاطئ وتم اتخاذه على عجل". وتابع قوله "من المعروف أن دخول المعارضة المسلحة مدينة حلب تم بالتنسيق بين كل من النصرة وكتائب التوحيد التابعة للجيش السوري الحر، الأمر الذي يؤكد مدى فعالية جبهة النصرة".. مشيرا إلى أنه "بالرغم من أن كتائب التوحيد إسلامية وأغلبية أعضائها من السوريين، فإن مقاتلي "النصرة" من الأجانب، وتم تعيين قائدها من خارج سوريا". وتساءل هيثم مناع، في مقاله، عن السبب الكامن وراء التحول الواضح في الرأي داخل جماعات المعارضة السورية تجاه "جبهة النصرة"، لاسيما وأن لجنة التنسيق الوطنية قد طلبت، في يناير المنصرم من تركيا، أن تمنع دخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا، كما أصدر المجلس الوطني السوري، في فبراير، بيانا رفض فيه ما وصفه ب"كل المحاولات لاستغلال انتفاضة المجاهدين الأجانب والمقاتلين المتعصبين طائفيا". ومضى يقول "إن استهداف النصرة لغير أهل السنة، يبرز نقطة إلتقاء بين الإخوان المسلمين، والسلفيين، والنصرة، وهي أن الجماعات الثلاث ترفض فكرة أن يكون نظام الأسد وأجهزة الدولة فوق الشبهات" . وأرجع الكاتب ذلك لأسباب تاريخية من بينها: أنه منذ الإعلان الذي صدر في عام 1980، والذي يقضي بالحكم على أي عضو ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين بالإعدام، لم يكن هناك أي تواجد لهذه الجماعة داخل الدولة، ولهذا ظلت هذه الحركة الإسلامية السورية، تعتبر الدولة في ظل حكم آل الأسد غريبة لمدة طويلة". وأشار رئيس هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي في المهجر، في مقاله إلى أن الدعم الذي تحظى به "جبهة النصرة" في الوقت الراهن، الذي يأتي عند إعلان النصر العسكري في وقت سابق لأوانه، كان بمثابة السبب الذي أدى إلى أن يجد نائب وزير الخارجية الأمريكي نفسه معزولا في مراكش، بسبب إدراج "النصرة" على لائحة المنظمات الإرهابية". وخلص هيثم مناع، في ختام مقاله، إلى أن التحالف بين الجهاديين الأجانب وبعض السوريين يهدد بانقسام البلاد، الأمر الذي سيؤدى بدوره إلى التطرف الديني، وحرب طائفية طويلة المدى، واضطهاد الأقليات والجماعات المدنية المختلفة. وأشار إلى أن تقرير النتيجة لن يتم عبر مؤتمر مراكش، ولكنه سيتم على أرض الواقع.. مشددا على أن الحرب من السيطرة على الأمور في سوريا ستستمر لمدة طويلة، ولن تنتهي بسقوط النظام الحالي، على حد قوله.