مع انتهاء المرحلة الأولى من الاستفتاء جلس مع أصدقائه يتابعون النتائج، كان لديهم أمل قوي أن يدرك الشعب مدى أهمية رفضهم للدستور، الأرقام تتزايد في اتجاه لا.. وفجأة تعلو "نعم"، حتى جاءت اللحظة التي أدركوا بها أن "نعم للدستور" اكتسحت معظم المحافظات، لم يسمحوا لأنفسهم أن يفقدوا الأمل فأمامهم الكثير ليقوموا به، محافظتهم بني سويف في المرحلة الثانية من الاستفتاء، قرر أحمد وأصدقاؤه أن يعملوا طوال أسبوع ليقنعوا مواطني محافظتهم أن يرفضوا الدستور الجديد، لعل بني سويف تكون هي الحصان الأسود في هذا الاستفتاء، لكن لم يكونوا يدركوا ما ينتظرهم. أحمد فتحي، أحد شباب محافظة بني سويف 23 عام، ينتمي إلى حزب العدل، قرر أن يبذل كل ما في جهده ليس فقط لرفض الدستور بل لتوعية أهل محافظته بضرورة رفضه وإقناعهم بالأسباب، قرر أن يساعد أحمد في مهمته مجموعة من أصدقائه الذين ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة فبعضهم أعضاء بحزب الدستور وأخرين في الحزب الناصري، والبعض في التحالف الشعبي الاشتراكي، إضافة لبعض الشباب المستقل. بدأ أحمد وأصدقاؤه عملهم بتوزيع ملصقات وأوراق تشرح للمواطنين أسباب رفضهم للدستور الجدي، وترصد سلبياته، وبدأوا في عمل مسيرات تجوب القرى والمراكز لتوعية المواطنين، وعلى نفس خطى حملة "كاذبون" التي كانت تقام لعرض انتهاكات المجلس العسكري، قاموا بعرض مجموعة من الفيديوهات في الشوارع التي تشرح عيوب مواد الدستور بطريقة سهلة يفهمها الرجل البسيط. بالأمس كانت الانطلاقة من مركز ناصر بمحافظة بني سويف، حيث وقف أحمد وأصدقاؤه بالشارع لعرض فيديوهات "ليه نقول للدستور لا"، ففوجئوا بمجموعة من المنتمين لحزب الحرية والعدالة بالمركز يحتكون بهم، ثم قاموا بفصل التيار الكهربي عنهم، واتهموهم أن دعواتهم لرفض الدستور هي "اعتراض على شرع الله"، وبدأت عمليات التشابك بالأيدي، وحضر لمشاهدة الأحداث أمين حزب الحرية والعدالة بالمركز، محمد صادق، لكنه لم يتدخل لمنع أعضاء جماعته من مهاجمة أحمد وأصدقائه. أما اليوم.. تكررت الواقعة لكن بصورة أشد عنفا، حيث انطلق أحمد في مسيرة بمركز الفشن في بني سويف، فاعترض مجموعة من الإسلاميين طريق المسيرة وهاجمهوها حاملين الأسلحة البيضاء والسواطير والجنازير، ما أدى لحالة من الارتباك في المسيرة، واحتمى المشاركون بها في مركز شباب الزراعيين، الذي يقع خلف قسم الشرطة مباشرة. تطورت الأوضاع، وحاصر الإسلاميون مركز الشباب في انتظار خروج المشاركين بالمسيرة، وحاول الشباب الهروب منهم، فقفزوا السور الفاصل بين المركز وقسم الشرطة، واحتموا داخل القسم، لكن الإسلاميين لم يستسلموا، فحاصروا القسم، وحرر الشباب محضرا بالواقعة، واتهم أحمد فتحي أمين حزب الحرية والعدالة بمركز الفشن، أيمن الشحات، بأنه كان عضوا سابقا في الحزب الوطني، وهو من حرض أعضاء الحزب على مهاجمتهم.