ارسم لتوثق تاريخ شارع عريق.. ارسم لتحفظ لنا فى لوحتك ما تبقى من جمال وشموخ تلك المساجد التى تعانق مآذنها السماء، فريشة وألوان الرسامين أصدق من أقلام الكتاب، كتبوا كثيرا عن يد الإهمال التى طالت شارع المعز، فلم تحرك ساكنا، ربما تفعل ريشتك ما لم تفعله آلاف الأقلام. كن صادقا فى النقل، لا ترسم جمال ودقة النقوش والزخارف التى تزين واجهات المبانى، وتترك التراب وخيوط العنكبوت التى تعششت فى ثناياها، ارسم 21 أثرا إسلاميا شُيدت على جانبى الشارع ولا تنسَ المقاهى والمحال العشوائية التى خرجت من رحم تراث مصر الإسلامى. لن يبقى كثيرا.. فليس أمامك إلا أن تضفى على لوحتك مزيدا من الواقعية برسم مياه الصرف الصحى التى كثيرا ما غرق فيها تراثنا، ارسم المياه السوداء وهى تتخلل ثقوب عتبات المبانى، وارسم أيضاً سكان المنطقة والسائحين وهم يشمرون عن ملابسهم أثناء عبور الطريق، وفى النهاية لن تصبح لوحتك جزءا من الفن المصرى الذى يعتمد فى غالبه على الخيال، ولا يليق بنا أن تعلق فى معرض عن الفن الإسلامى.. ستصبح لوحتك وثيقة، عليك إهداءها إلى وزير الثقافة، ليقارن بين شارع المعز الذى شهد أروع ما قدمته السينما المصرية وهو فيلم «قصر الشوق» وبين الشارع نفسه الذى تحول إلى سوق تجارية لاستقطاب مزيد من السائحين.