«موسى» و«مرسى» و«أبو الفتوح».. فى مقدمة المرشحين المفضلين ل20? فقط من عينة الاستطلاع. تلك كانت واحدة من نتائج أكبر استطلاع للرأى أجراه «بيت الحكمة للدراسات السياسية» حول انتخابات الرئاسة من بين 2368 مواطناً.. 46? فى الصعيد و41? فى الحضر والوجه البحرى «حائرون» «المتأرجحون» يحكمون على المرشحين على أساس المصلحة.. وليس لانتمائهم الحزبى أو «الأيديولوجى» انسحاب «العوا» فى مصلحة «أبو الفتوح».. وانسحاب «شفيق» فى مصلحة «موسى».. وانسحاب أى مرشح لا يفيد «مرسى» الاستطلاع جرى خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل على عينة من 2368 من 17 محافظة، تبين أن قطاعاً واسعاً من المصريين لا يزالون حائرين، وتزداد الحيرة فى محافظات الصعيد بنسبة 46?، وتتساوى بين مواطنى المحافظات الحضرية «القاهرة والجيزة والإسكندرية ومحافظات القناة»، ومواطنى محافظات الوجه البحرى بنسبة تصل إلى 41? ممن شاركوا فى الاستطلع. هل من غريب فى هذا الأمر؟.. بمطالعة استطلاعات الرأى التى تجريها دول العالم الديمقراطية المختلفة فى مراحل ما قبل الانتخابات مباشرة، نجد دائماً ظاهرتين؛ الناخبين «المتأرجحين»، والناخبين «غير الحاسمين». الفئة الأولى هم أولئك الذين لا يحكمون على المرشحين على أساس انتمائهم الحزبى أو الأيديولوجى، وإنما على أسس براجماتية، سواء بحكم مكاسبهم وخسائرهم الشخصية أو بحكم رؤيتهم غير الحزبية أو الأيديولوجية لمصلحة الدولة والمجتمع، فضلاً عن الخصائص الشخصية للمرشحين. والفئة الثانية، وهى من الناحية العملية الذين يعطون أصواتهم فقط إن اعتقدوا أن أصواتهم مهمة، وأن هناك ما يكفى من فروق بين المرشحين المختلفين على نحو يجعلهم يعتقدون فى جدوى المشاركة أيضاً. وعكس الفئة الأولى، فإن هذه الفئة تقرر مشاركتها من عدم مشاركتها واتجاه تصويتها فى الأيام القليلة السابقة على موعد الانتخابات مباشرة. هاتان النسبتان فى انتخابات فرنسا الأخيرة كانت حوالى 25? قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الفرنسية الأخيرة، وكانت حوالى 27? قبل نفس الفترة فى الانتخابات الأمريكية فى عام 2008، وهى ترتفع فى حالة مصر إلى قرابة النصف، بما يعكس فجوة بين القرار التصويتى للناخب المصرى ونظرائه فى الدول الأكثر رسوخاً فى الديمقراطية، وهو ما يمكن تفسيره بعاملين: أولاً وجود أحزاب قوية تقوم بمهام التجنيد والحشد والتعبئة والتنظيم، عكس ما هو الحال فى مصر، وثانياً: عامل حداثة التجربة الديمقراطية المصرية على الناخبين والمرشحين والأحزاب. ماذا عن الذين حددوا تفضيلاتهم الانتخابية؟ بين أولئك المواطنين الذين قرروا بالفعل مرشحهم المفضل، فإن سمة الانقسام غالبة، حيث لم يتخط الدعم لأى اسم من الأسماء حاجز العشرين بالمائة من المشاركين فى الاستطلاع على نحو يجعل عبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى ومحمد مرسى يتنافسون على قدم المساواة فى المقدمة، ويأتى وراءهم بقية المرشحين.ويبدو أن الساحة الأكثر دعماً للسيد عمرو موسى هى الصعيد، والساحة الأكبر لدعم السيد محمد مرسى هى الوجه البحرى، والمحافظات الحضرية هى الساحة الأكثر دعماً للسيد عبدالمنعم أبو الفتوح. الانسحابات والأوزان: وما يبدو واضحاً من الكثير من إجابات المشاركين فى الاستطلاع أن انسحاب بعض الأسماء قد تغير كثيراً من تفضيلات مؤيديهم، فعلى سبيل المثال، انسحاب السيد محمد سليم العوا من السباق، إن حدث، سينقل الجزء الأكبر من مؤيديه إلى خانة السيد عبدالمنعم أبو الفتوح، وليس لخانة السيد محمد مرسى مثلاً، كما أن انسحاب السيد أحمد شفيق سينقل الجزء الأكبر من مؤيديه إلى خانة السيد عمرو موسى، ولكن لا يبدو أن هناك من إن انسحب فسيضيف إلى السيد محمد مرسى مؤيدين إضافيين، وعلى هذا يمكن توقع أن أى انسحابات فى أى اتجاه لن تصب فى خانة السيد محمد مرسى.