رغم أنه لا يزال متشبثا بأمل دخول جولة الإعادة فى الانتخابات، حسبما عبر فى مؤتمره الصحفى الذى عقده مساء السبت الماضى، فإن مؤسس حزب الكرامة حمدين صباحى لا يعتبر ذلك نهاية المطاف، ويقول مقربون منه إنه سيكون زعيما لما يسمونه ب«الطريق الثالث» سواء من خلال حركة أو حزب. ففى الظهور الأول له بعد الانتخابات فى هذا المؤتمر، لم يقدم صباحى نفسه باعتباره مجرد مرشح قد يدخل الإعادة وقد لا يدخل، أو يسعى لمنصب نائب رئيس فى إطار صفقة ما، وإنما كان يقدم نفسه باعتباره زعيما لتيار «الوطنية المصرية الجامعة» أو «الطريق الثالث» الذى عبر عن نفسه بقوة فى هذه الانتخابات، ويعتقد كثيرون من أنصاره أنه البديل للعسكر والإسلاميين. المرشح الذى حقق مفاجأة كبيرة، بتصدره المركز الثالث فى السباق الرئاسى وحصوله على ما يزيد على أربعة ملايين ونصف مليون صوت، وفقا للنتائج شبه النهائية، دعا الجماهير المصرية لأن «يلتقوا ويتوحدوا ويعبروا عن تيار الوطنية المصرية الجامعة» على حد قوله. واعتبر صباحى، الذى أكد أكثر من مرة طوال حملته الانتخابية انتماءه لليسار وفخره بذلك، أن الأصوات التى حصل عليها «لا تخفى أن مصر اختارت العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمحبة، والمستقبل»، وأنها بمثابة «تكليف له» بأن يكمل الطريق. وقال: «هذا الطريق شعبنا اختاره وكلفنا به، وسنقبل مختارين، حتى تنتصر الثورة وتصل إلى السلطة بطريق ديمقراطى». ويرجح بعض كوادر حزب الكرامة ورفاق حمدين فى الحزب والحملة الانتخابية، أن يستكمل بناء هذا التيار من خلال الحزب الذى استقال منه مؤقتا خلال الانتخابات، خاصة أن فكرة «الوطنية المصرية الجامعة» هى الأساس الذى قام عليه الحزب، لكن آخرون من أعضاء الحملة، ومن بينهم هدى عبدالباسط، المنسقة الإعلامية لها، تعتقد أن تأسيس «حركة واسعة تضم كل الأطياف وغير مرتبطة بأيديولوجية معينة، ربما تكون الأنسب لتجميع الملايين التى التفت حول مرشحهم الرئاسى»، وهو ما لم يحسمه صباحى بعد.