تواجه مبادرة الإخوان المسلمين، لكسب ود القوى السياسية للوقوف خلف مرشحها الدكتور محمد مرسى فى مواجهة الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة مصيراً مجهولا، خاصة مع إعلان البعض رفضها وتأكيد البعض الآخر فشلها لغياب العديد من الأحزاب، بينما تشدد الجماعة على أن التوافق قريب. وقال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى لحزب النور، إن الحزب سيجتمع مع قيادات حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسى للإخوان)، لمعرفة وجهة نظرهم فى الأزمة الحالية التى تتطلب مواجهة الفلول، مضيفاً أن الحزب سيطلب المشاركة فى اتخاذ القرار وليس المغالبة، وسيؤكد على مبدأ عدم إقصاء أى تيار سياسى مهما كانت قوته أو ضعفه، لأن الجميع عانى من ذلك فى دولة مبارك البائدة، وقال: «على الجميع ألا يستبد بالسلطة، وأن تكون وثيقة الأزهر هى مفتاح العبور لصياغة دستور جديد للبلاد». ورفض حماد محاولات بعض القوى التى تسلك طريق «الابتزاز من الجماعة»، فى مقابل دعم «مرسى»، مؤكداً فى الوقت نفسه أن حزب النور يتبنى تعيين «أبو الفتوح» نائباً، مشيراً إلى أن هناك مطالب بأن يكون لعمرو موسى وحمدين صباحى دور فى الفترة المقبلة. وكشف المهندس طارق الملط، المتحدث الرسمى لحزب الوسط، أن الحزب طالب فى اجتماعه مع حزب الحرية والعدالة بأن يكون رئيس الحكومة الجديدة من خارج الإخوان وحزبها، وأن تكون حكومة ائتلافية توافقية تعتمد على أهل الكفاءة وليس الثقة. ونفى الملط عرض «الوسط» صفقات على حزب «الجماعة»، إلا أنه شدد على المطالبة بالإسراع فى صياغة دستور جديد، والاعتماد على مبدأ «المشاركة لا المغالبة»، مضيفاً: «التوافق وارد لو تخلت الجماعة عن الاستعلاء والاستقواء، ولن نعطى أحداً شيكاً على بياض». وهدد الوسط بالامتناع عن تأييد مرسى حال امتناع «الإخوان» عن إعطاء تطمينات للقوى السياسية، مطالباً الجماعة بالانتباه إلى أنها حصدت 11 مليون صوت فى الانتخابات البرلمانية، و5 ملايين فى الرئاسية، وهو ما يعنى تراجع شعبيتها بنحو 6 ملايين صوت. وقال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن المبادرة جاءت متأخرة وتحوم حولها الشكوك خاصة أن الإخوان فى المعتاد لا يلجأون إلى القوى السياسية إلا إذا كانت هناك مصلحة ذاتية، ولو أنهم صادقون وحريصون على الثورة كانوا أعلنوا هذه المبادرة قبل الجولة الأولى، على أن يتنازل «مرسى» لصالح صباحى، لكنهم يريدون السيطرة على كل شىء (برلمان وحكومة ورئاسة). وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن الإخوان ليسوا من القوى الثورية حتى يدعوا أنهم يريدون توحيد الثوار حول مرشحهم الرئاسى فى جولة الإعادة، وأضاف: «هؤلاء يريدون استخدامنا كحصان طروادة للوصول إلى هدفهم للسيطرة على كل شىء بداية من مشيخة الأزهر والمحكمة الدستورية والجمعية التأسيسية للدستور وانتهاءً بالرئاسة»، معتبراً ما طرحه مرسى من تشكيل حكومة ائتلافية وجمعية تأسيسية للجميع «كلام قديم»، ولا يمكن وصفه بالمبادرة، مشيراً إلى أن «التجمع» طرح تنازل مرسى لصباحى، إلا أن الإخوان رفضوا لأنهم يريدون السيطرة ويتملقون القوى السياسية لتحقيق مصالحهم فقط ونحن لا نثق فى تعهداتهم فهم «ليس لهم كلمة»، حسب قوله. من جانبه انتقد الدكتور مراد على، المستشار الإعلامى لحملة مرسى، الادعاءات بفشل تكوين جبهة وطنية لمواجهة الفلول، موضحاً أن الحوار ما زال مستمراً للوصول إلى اتفاق بشأن المرحلة القادمة. وقال مراد: «إن ضيق الوقت لم يسمح لعدد من الأحزاب بحضور الاجتماع، لكن سنتدارك هذا الأمر خلال اللقاءات القادمة»، كاشفاً عن وجود اتصالات مع أبوالفتوح وصباحى للتنسيق خلال الفترة القادمة. وحول الضمانات التى سيقدمها الحزب للحصول على دعم القوى السياسية، أوضح مراد أن أغلب المقترحات مطروحة على طاولة الاجتماع الآن، إلا أن رؤية الدكتور مرسى تتبنى فكرة تشكيل حكومة ائتلافية تضم كل التيارات السياسية وعددا من الشخصيات العامة لتكون مسئولة أمام البرلمان، وقال: «لا يوجد مانع أن يكون رئيس الحكومة من خارج الإخوان، علاوة على مناقشة فكرة تعيين عدد من الشخصيات المحسوبة على معسكر الثورة نواباً للرئيس».