سارع عدد من الإعلاميين في التعليق على الفيديو المسيء لجهاز الشرطة والذي قام به شادي حسين، مراسل برنامج "أبلة فاهيتا"، والفنان الشاب أحمد مالك، حيث خرج عدد منهم يهاجمونهم بألفاظ نابية. علق الإعلامي محمد الغيطي، على الواقعة قائلا إنه ارتكب فعلا سافلا، وتابع الإعلامي قائلا: "شادي مختل عقليًا ونفسيًا، وهذا لا يعني أنه لن يحاسب، فلا بد أن يُعلق من (حتة طرية)، ليعرف قيمة الجيش المصري". فيما قال الإعلامي سيد علي، في برنامجه المقدم على قناة "العاصمة" قائلا: "حابب أقولك إن لولا العسكري الشجاع اللي بياخد الرصاصة مكانك، كنت هتشوف الواقي الذكري جنب أمك على السرير". تجاوزات بعض الإعلاميين رآها الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي والرأى العام بإعلام القاهرة، أفعالا معيبة خرجت من أداء إعلامي لا يراعي حرمة المنزل الذي يصل إليه برامجهم. وأضاف العالم، في تصريح ل"الوطن"، أن هناك بعض الأنماط في خطاب الإعلاميين قيلت تعليقا عما بدر من الشباب هؤلاء لا ترقى لتقدم أمام المواطنين على شاشات التلفاز، موضحا أن الرسالة التي قد يقولها أي إعلامي لن يسمعها من وجهها له في الأساس بل يسمعها المشاهدون وهم كثر، مشيرا إلى أن تصريحات الإعلاميين ستتداول بين المواطنين، الأمر الذي قد يصل إلى هبوط حاد في نسق الخطاب العام. وأكد أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام أن هبوط الإعلاميين تجاوز التجاوز الذي ارتكبه الشابان، حيث يجب على الإعلامي أن يعي جيدا أنه يقدم محتوى لفئة عريضة من المجتمع وليس لشخص بذاته، موضحا أن معظم الإعلاميين يبالغ في أسلوب النقد لتعظيم جهاز الشرطة بينما يظل أسلوب كليهما منافيا للآداب العامة ومعيبا في الوقت ذاته. من جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن الأسلوب الذي استخدمه الشباب أمام جهاز الشرطة هو غير جائز تماما، موضحة أنه وإذا ما قام هؤلاء بفعل خاطئ، فقد أخطأ الإعلاميون في مناقشة تلك المشلكة أمام الجمهور بذلك الشكل. وأضافت عبدالمجيد، في تصريح ل"الوطن"، أن الخطأ تمت مواجهته بخطأ أكبر منه من قبل الإعلاميين، موضحة: "أرفض هذا الأسلوب وما ينفعش أبدا أننا بناقش موقف مسيء بموقف أكبر إساءة منه"، مشيرة إلى أن الإعلام يجب أن يحمل على عاتقه تخليص المواطنين من الوباء الذي انتشر فيه الانفلات الأخلاقي الكبير. وأشارت عميدة كلية الإعلام الأسبق، إلى أن الاعتداء الأساسي على قيم المجتمع بشكل لن يكون دفاعا عن جهاز الشرطة ولكنه سيتحول إلى أمر أخلاقي وذلك لأننا لا نستطيع صنع أي شيء دون وجود أخلاق من الأساس. وأكدت عبدالمجيد أن أحمد مالك ذاته اعتذر عما بدا منه، مضيفة: "المفروض يتعاقب علشان يتعلم مش علشان يتدبح"، موضحة أنه "بات من الضروري مراجعة أنفسنا وذلك لخروج وسائل التواصل الاجتماعي خارج حدود السيطرة ولذلك بات من الضروري تنظيم تلك الوسائط الجديدة".