لا يستطيع الوقوف ثوانى معدودة فى مكان واحد.. الاضطراب يغمره، والسيجارة لا تفارقه.. شفتاه لا تتوقفان عن كيل الشتائم والسباب ضد معارضى الرئيس وقراراته، الإخوان المسلمون والسلفيون- مؤيدو الرئيس- يشيرون إلى رجل نحيف الجسد، أسمر البشرة: «ده ابن عم عبدالرحمن الأبنودى»، لا يلقى «محسن الصغير الأبنودى» لكلامهم بالا، ويمضى فى تأييده للرئيس «إحنا لازم نحمى مرسى بأى شكل.. حتى لو هنموت جنبه». «الأبنودى» نقيب شرفى متقاعد بالقوات المسلحة، يحمل ملامح مألوفة تقترب إلى حد كبير من الكاتب والأديب «عبدالرحمن الأبنودى»، له وجهة نظر متحيزة عما يحدث فى محيط «الاتحادية»: «دى مهزلة.. مرسى منتخب من الشعب واللى يقول غير كده يبقى فلول»، «محسن الأبنودى» يعيش فى القاهرة منذ 40 عاما.. فاض به الكيل فنزل ضمن الفريق المساند للإعلان الدستورى وقرارات الرئيس والدستور الجديد: «دستور كله صح.. واللى بيقولوا إنه مش كويس بيتكلموا على دستور مزور ومطبوع وبيتباع فى الشارع». بلهجة صعيدية راسخة، ينتقد «محسن الأبنودى» موقف ابن عمه: «أنا زعلان من عبدالرحمن ابن عمى اللى طول عمره ماشى صح وبيشجع الحق.. والمرة دى مش عارف إيه اللى حصل له»، ولأن «الضفر ما يطلعش من اللحم» يراجع «الرجل الثائر» نفسه ويلتمس لابن عائلته العذر «بس هو اليومين دول تعبان ومعندوش صحة يناكف.. كتر خيره»، لم ينقطع هجوم «الأبنودى» على معارضى الرئيس.. فالصوت المرتفع و«العصبية» يلازمانه منذ جاء بصحبة مسيرة الإخوان والهجوم على المعتصمين حول القصر. «بتوع إمبارح ميجوش تانى هنا أبدا.. وأنا قاعد لهم هنا النهارده» قالها الأبنودى وهو منفعل، بهدوء مؤقت يتحدث «ابن الصعيد» عن تاريخه الوظيفى «أنا خدمت مع حسين طنطاوى فى الجيش وهو السبب فى كل اللى بيحصل ده»، مضيفا أن مصر ستظل منصورة لأنها ذكرت فى القرآن.. ابن عم «الخال» يؤكد أنه سيذهب لمقابلة الرئيس «هروح استأذن من الحرس وأشوفه واطمن عليه.. ده راجل منتخب يا ناس ومحترم».