فى ظهر يوم الأربعاء، وبينما كان شادى أبوزيد، عشرينى العمر، فى طريقه إلى منزله، عائداً من جامعته، علم بأخبار الاشتباكات عند قصر الرئاسة بمصر الجديدة، فكان قراره بالانضمام إلى المعتصمين الذين تم فض اعتصامهم بالقوة، انتهى يوم الطالب الجامعى «شادى أبوزيد» بعشرات الطلقات الخرطوشية تلقاها فى جميع أنحاء جسده، من بينها طلقة استقرت على مسافة ملليمتر واحد من العصب البصرى الأيسر. يروى «شادى» بداية اليوم قائلاً: «كنت فى طريق عودتى من الجامعة حين علمت بأخبار توجه جماعة من السلفيين والإخوان إلى قصر الاتحادية، حيث يعتصم بعض المعارضين لقرارات الدكتور محمد مرسى التى صدرت قبلها بأيام، عندما وصلت إلى البيت، رأيت فيديوهات فض الاعتصام بالقوة، فقررت النزول خصوصاً عندما انتشرت على موقع «تويتر» دعوات للتجمع بميدان روكسى للتوجه فى مسيرة ضخمة إلى قصر الاتحادية». فى ظهر الأربعاء كانت قد توجهت إلى قصر الاتحادية مجموعات من المؤيدين لقرارات الرئيس محمد مرسى، ومن بينها الإعلان الدستورى الذى أصدرته رئاسة الجمهورية فى الخميس السابق 22 نوفمبر، حيث اشتبكوا بمجموعة المعتصمين المعارضين للقرارات ذاتها، فقام المؤيدون بإزالة الخيام، و«غنم» ما كان بداخلها، والاشتباك مع بعض المعتصمين إلى جوار أسوار قصر الرئاسة. عندما وصل «شادى»، الطالب الجامعى ذو العشرين سنة: «حدث تبادل قذف طوب بشكل كثيف بين الطرفين، قبل أن يبدأ صوت الأسلحة النارية فى الظهور، مع أول صوت لسلاح نارى ظننت أنها طلقات صوت فقط لإرهاب المتقدمين، بالفعل تراجع كثيرون ناحية ميدان روكسى، فقررت أن أجتاز حاجز الخوف، وأن أتقدم أولاً ليتأسّى ويقتدى بى الجميع، لكنها كانت -على عكس ما توقعت- طلقات خرطوش، أصابتنى فى جميع أنحاء جسدى، من أعلى الرأس إلى أسفل القدم، وصل «بلى» الخرطوش الذى أصابنى فى مجمله 106 بليات» يذكر «شادى» بداية إصابته. بسبب غزارة الخرطوش الذى تلقاه «شادى»، الذى حاول التقدم ناحية القصر، سقط على الأرض و«أظلمت الدنيا أمامى إثر بلية أو بليتين دخلتا إلى عينى اليسرى، لم يظهر البلى جيداً فى الأشعة الأولية، وظهرت فى الثانية فقرر الأطباء أن أخضع لجراحة لإخراج البلى الموجود فى العين» يقول «أبوزيد». فى نهاية يوم الأحداث «الأربعاء» وبعدما دام شعوره بالألم فى عينه اليسرى قررت أسرة شادى ذهابه إلى «أحد المستشفيات المتخصصة فى مجال العيون، بحى الدقى، حيث أجريت أشعة كشفت أن الحالة خطيرة، وأن هناك نزيفاً داخلياً فى العين، وأن الرصاصة كانت على بعد مللى واحد فقط من العصب البصرى للعين اليسرى» يقول «شادى». أثناء اشتباكات الأربعاء الماضى، قام المؤيدون بالتحفظ على كل من يسقط مصاباً من الطرف الثانى، وقام المؤيدون، وأغلبهم من الإخوان والسلفيين، بتسليم المصابين بعد مضى ساعات لقوات الشرطة، عندما سقط «شادى» كان إلى الخلف منه مجموعة من أصدقائه، فلم يكن له مصير أكثر سوءاً. يروى «شادى» ما حدث لحظة سقوطه، وما بعدها فيقول «عندما أُصبت بطلقات الخرطوش، كان بعض من أصحابى فى ظهرى فحملونى على الفور، ولولا وجودهم لكان حاملىّ من الطرف الثانى الذى يشتبك معنا، ولا أعلم ما الذى كان سيحدث معى، المهم حملنى أصدقائى الذين كانوا معى حينها إلى أحد (الموتوسيكلات)، توجه بى إلى مستشفى الدمرداش فأغلقوا البوابة بوجهى، ثم إلى مستشفى الزهراء الذى قال العاملون به: معندناش قسم رمد النهارده، ثم إلى مستشفى منشية البكرى حيث قالوا لى بصراحة: لن نستقبل حالتك، وأخيراً المستشفى الإيطالى حيث رفضوا استقبالى لكن رأف العاملون بحالتى وأوقفوا لى سيارة أجرة». «لم أنزل بسبب أزمة الدستور، ولا الإعلان الدستورى، ولا أى شىء، فقط نزلت اعتراضاً على أسلوب الإسلاميين فى فض الاعتصام والتعدى على السيدات فى الخيام، وإزالة الخيام، وغنم محتوياتها، نزلت دفاعاً عن المعترضين أكثر من غضبتى من الإعلان الدستورى أو محاولات السيطرة على الدستور» يذكر «شادى» أسباب نزوله. الأمر أكبر -فى رأى شادى- من مجرد اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين، فل«شادى» رأى يظن فيه «أنه بالرغم من تجاوزات الإسلاميين التى لا يمكن أن يقبلها أو يتقبلها أحد، فإن الأمر أكبر من ذلك، فى رأيى، تماماً كأيام الثورة الأولى، فإننا نمنح أطرافاً أخرى -لم تكن تؤيد الثورة- من ادعاء تأييدها، بعض هذه القوى التى تدعى حماية الثورة وتقف إلى جوارنا، كالشرطة التى أفسحت الطريق، والجيش الذى فصل مؤخراً بين المعتصمين، لكننا لا نريد دولة دينية ولا دولة عسكرية، ولا نريد ركوباً على الثورة». أخبار متعلقة: «الوطن» ترصد حكايات أسرى «الاتحادية» «أحمد» جاء من طنطا لزيارة خالته و«تاه» فقادته قدماه للسحل تحت أرجل الإخوان حسين.. مهندس أصيب فى الأحداث: الإخوان هم «المستفيد الوحيد» من الفتنة الحالية رامى .. طبيب يسارى شارك فى علاج المصابين فاعتقله «الإخوان» أملاً فى اعتراف ضد «صباحى» «عبد الحكيم»: ضربونى بالشوم وهتفوا: «مرسى وراه رجالة» وعندما توسلت لطبيبة أن تعالج كتفى ركلتني