سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصة «طوبة» أشعلت نار الاشتباك على عتبة قصر الرئيس هتاف استفزازى متبادل.. وشتائم يقابلها تكبير.. وحجارة شريط «الترماى» تدعم الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين وتزيد الإصابات
ما بين غمضة عين وانتباهتها يتغير المتظاهرون من حال إلى حال، هذا ما حدث أمام قصر الاتحادية مع بداية شرارة الاشتباك بين المتظاهرين المعارضين للرئيس محمد مرسى من ناحية، وحشود الإخوان المسلمين والتيار السلفى المؤيدين له من الجانب الآخر، فبداية النار «شرارة».. وبداية الاشتباك «طوبة»، منذ الخامسة من مساء الأربعاء ازدادت المواجهة بالهتافات المتعارضة والاستفزازية بين المعارضين والإسلاميين المؤيدين أمام القصر الرئاسى بشارعى الأهرام وإبراهيم اللقانى، الإسلاميون يهتفون «الشعب يؤيد قرار الرئيس.. الله أكبر».. فيرد المعارضون «عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان.. جيكا»، تهدأ الأمور دقائق وتعود المواجهة الهتافية مرة أخرى بفعل هتاف أحد الجانبين، الاحتكاك السلمى استمر بين المتظاهرين الموجودين أمام باب القصر ناحية بوابة الأهرام.. كلٌ يحاول البقاء والفوز بالسيطرة على محيط القصر، كانت النتيجة لصالح الإسلاميين المؤيدين للرئيس نظرا لازدياد عددهم عن المتظاهرين المعارضين غير المتجاوز بضع مئات، حالة الحراك والهتاف أفرزت فريقين متواجهين فى منطقة واحدة.. يفصل بينهما مزلقان «الترماى» بتقاطع شارعى الأهرام وإبراهيم اللقانى. مجموعة من المتظاهرين وسكان المنطقة وقفوا حائطا فاصلا بين الطرفين، والهتاف الاستفزازى يتعالى من المؤيدين والمعارضين، كل يحاول الغلبة بالصوت، محمد الصياد، مهندس كمبيوتر، كان ضمن لجنة التهدئة من ناحية معارضى الرئيس، بوجه شاحب يقول «هى دى مصر!!.. يطلع الريس يهدى الناس، هو منتظر لحد إيه.. نموت بعض يعنى؟» متسائلا عن الحكمة فى الصمت الرئاسى عن تناحر الشعب على باب قصر الرئيس، يواصل المهندس العشرينى «أنا عاوز أعيط للأسف نسينا إننا مصريين»، على بعد مترين على نفس البقعة فوق مزلقان «الترماى».. يرى محمد محمد عبدالهادى -من لجنة التهدئة ناحية الإسلاميين- أن الحل هو الاحتكام لصندوق الانتخاب «طالما السلطة للشعب يبقى نشوفه يقول إيه فى الصندوق»، قائلا إن مرسى رئيس منتخب وله شرعية اتخاذ القرار والمحاسبة عليه، «المدرس الأزهرى» يوضح أنه ضد التجاوز من الطرفين «المخطئ يعاقب قولا واحتجابا». يمضى من الوقت نصف ساعة.. وهى تمر على الناس كأنها نصف قرن، فالوجوه تحمل إشارات تأهب والارتجاف يملأ عيون الموجودين استعدادا لانفلات الوضع.. عندما تشير الساعة إلى السادسة تماما، لتنطلق إشارة بدء الاشتباك ب«طوبة» تسقط بين صفوف الإسلاميين بعد احتدام الهتاف من المعارضين «آهو هو هو عاوزين محمد مرسى بتاعكو»، شاب ملتح يمسك بعصوين خشبيتين ويتجاوز صفوف التهدئة.. مقتحما المتظاهرين المعارضين للتعدى عليهم، على الفور يفقد الجميع السيطرة ومحاولة تحكيم العقل، لتصبح الحجارة والزجاج هى لغة الحوار، لمدة دقائق يتبادل المؤيدون والمعارضون ضرب الحجارة.. وقعت خلالها إصابات عديدة، ونقطة البدء كانت فوق مزلقان اللقانى مع الأهرام أعلى شريط قضبان مترو مصر الجديدة، ولأن للطبيعة والصدفة أحيانا دورا فى الكوارث.. فالزلط والحجارة فى مجرى الترماى ساعد فى التهاب الموقف وازدياد حدته، «الكثرة تغلب الشجاعة» بهذا المنطق تغلب الإخوان المسلمون على فريق المعارضين -قليل العدد- وأجبروهم على التقهقر تحت سقف من تبادل الطوب والزجاج والمولوتوف الذى أعِدّ سريعا، «الحجر» كان سيد الموقف.. فالمكان يخلو من أدوات الاشتباك لكن المواجهة أعلى شريط «الترماى» -الملىء بالحجارة- ألهب الخلاف وشجع المتواجهين على الاشتباك، تنسحب الاشتباكات بطول شارع الأهرام لمدة نصف ساعة، تبادل فيها الطرفان الكر والفر وسط تصعيد استخدام سبل الاشتباك وتبادل شتائم، فى حين كان الإسلاميون يهتفون «الله أكبر» مع إلقاء كل حجر على إخوانهم المعارضين فى الناحية الأخرى، لم ينقذ الموقف أمام «الاتحادية» سوى مجىء قوات الأمن بسرية عساكر إلى الشارع وفصل الطرفين المشتبكين وتوقف الضرب، والعودة للسلمية التى اخترقها «الطوب» لمدة ساعة من الاشتباك الدموى وسقوط الضحايا.