من إحدى قرى محافظة سوهاج، جاء مُحمّلاً بطموح العمل فى مجال الإعلام، وعلى الرغم من حصوله على ليسانس الحقوق من جامعة أسيوط، فإن الصحافة كانت تستهويه ويستهويها، اشتهاها و«تمرمغ» فى تُراب صاحبة الجلالة، حتى التحق بالعمل فى جريدة الفجر. جاء الحسينى أبوضيف إلى القاهرة مشحوناً بمسيرة سياسية داخل أروقة جامعة أسيوط، فهو أحد أبناء التيار الناصرى، كان دائم الحوار والنقاش مع الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين،الكل كان ضد الديكتاتورية، متكاتفين، ومتراصين بجوار بعضهم البعض، لا فرق بين فكر وآخر، على سلالم نقابة الصحفيين استكمل مسيرته ضد نظام «مبارك» الغاشم، تضامن مع خيرت الشاطر خلال محاكمته عسكرياً، حتى رحل النظام، وواصل مسيرته كناشط سياسى رافضاً للقمع مدافعاً عن الحرية، وكإعلامى يرصد الأحداث، وفى مذبحة الاتحادية كان حاضراً لتغطية الأحداث، عندما التقط بكاميرته صوراً لعدد من المسلحين أمام القصر الرئاسى، حيث التراشقات بين مؤيدى مرسى، ومعارضيه، فنالت منه طلقات الخرطوش التى انتشرت داخل رأسه ليتهتك، وأصابت فقرات عموده الفقرى لتتكسر، ويستمر نزيف دمه، ليرقد أخيراً على سرير طبى بين الحياة والموت، وسط انهيار تام من جميع زملائه فى العمل الصحفى، تاركاً وراءه رسالة على موقع تويتر: «هذه آخر تويته قبل نزولى للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استُشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة».