أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن أكثر ما كان في ذهن المجلس العسكري بعد الثورة والإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، كان منع التوريث. وتساءلت الإعلامية لميس الحديدي عن مدى نجاح المجلس العسكري في هذه المهمة، وهو ما دفع هيكل للرد قائلا: "دون ترتيب، المرة الثانية التى التقيت فيها طنطاوى كانت غريبة جداً بعد نتائج الانتخابات البرلمانية، وبدأ التيار الدينى يأخد الأغلبية الكبيرة، وكان معى الفريق سامى عنان، وكان فى صالون وزارة الدفاع فى الدور الأول، وحتى أنا فى الأول لقيت «الركن اياه اللى انتِ عارفاه ده والأعلام». المشير قاعد يمينى والفريق عنان شمالى وقلت له: سيادة الفريق ما تيجى جنب المشير بدلاً ما انا كأنى باتفرج على ماتش تنس، أنقل رأسى من هنا لهنا، وهو فعلاً مشكوراً استجاب، وطنطاوى وهو رجل طيب، قد واجه ما لم يكن يتصوره، ولم يكن يحتمله، ولم يكن مستعداً له على أى حال فى يوم من الأيام، والظروف ظلمته، قال لى: إيه العمل يا أستاذ هيكل؟ قلت له أنا مش شايف إن فيه مشكلة كبيرة إذا كان الوضع فيه أغلبية للإخوان؟ ابعت استدعى الدكتور مرسى وكلفه بتشكيل الحكومة باعتباره رئيس حزب الأغلبية (كان ساعتها فيه برلمان).. خبط على إيده كده وقال لى: «أسلم البلد للإخوان.. أخش التاريخ وأنا مسلم البلد للإخوان المسلمين؟»، قلت له: سيادة المشير، إنت ماتسلمش البلد للإخوان المسلمين، إنت بتسلم البلد لمن انتخبه الناس، ومع ذلك أنت لن تسلم البلد لهم لأنك عندك قضيتين مهمين جداً؛ انت هتسيب رئاسة الوزارة لأن فيه مجلس نواب اختار كده، ورئيس البرلمان يؤلف الوزارة ويواجه الأوضاع الموجودة ويقود، يبقى عندك أمران، باقى انتخابات الرئاسة وهى تحتاح إلى رويّة، ثم وضع الدستور، وأنا باقوله: «لسة قدامك الدستور ولسة الرئاسة» وأنا فاكر يومها بيقولى -ودى لفتت نظرى جداً- «والدستور والرئاسة أعمل إيه فى الضغط الدولى؟»، والمشير بيخبط بإيده، هو يشعر بضغوط حقيقية ولا يملك إلا أن يسير أو يمشى «يغادر»، فهو يومها حتى ماكنش حد قادر يقول هات رئيس الأغلبية، فى ضغوط أجنبية فاعلة طبعاً جنب الشارع".