لم يعُد لديه ما يخاف عليه فلم يتبق له شىء، ترك البلدة التى كانت يوماً ما منعَّمة، غادر المنوفية بلد الرئيس طوال 30 عاماً إلى القاهرة وتحديداً ميدان الاعتراض، لا يعلم رفعت رضوان، علام يعترض، لكنه أتى ليصرخ فى وجه من يحكمون «مش لاقى أكل لعيالى والبلد نشفت ما بقاش فيها خير.. الظاهر الإخوان دخلوا المنايفة فى حساباتهم». صيحاته وسط الميدان كانت مختلفة، لم يهتف كغيره «يسقط حكم المرشد» اختار لنفسه هتافاً جديداً: «يسقط يسقط حكم الشراقوة».. لم تكن جمعة «حق الشهيد» المرة الأولى له فى ميادين التظاهر، سبقتها مرة فى «المنصة»، عندما ضحكوا عليه -حسب وصفه- وقالوا له الجيش والشرطة إيد واحدة «طلعوا 3 آلاف يد».. لكنه هذه المرة اختار قِبلة الثورة ونزل التحرير «كنت بسمع عن الميدان فى التليفزيون لكن أول مرة أنزله.. من أول يوم حسيت إنه مش شارع فى بلد طلع هو البلد». جاء «رضوان» بنية الاعتراض: «قلت يمكن ينزل يخطب هناك ولا يبعت حد من حبايبه يسأل يشوف الناس عايزة إيه، وساعتها أقول له إن بلدنا مش لاقيه تاكل يمكن تُرزق»، لكن النية تبدلت، وأصبحت اعتراضاً ليس على «الشراقوة» فحسب ولا وضع البلد الاقتصادى، لكن ضم إليها أيضاً الإعلان الدستورى وإقالة النائب العام واستقلال القضاء وغيرها من المعانى تعلمها من رفقاء الميدان. لا يخشى صاحب ال60 عاماً خسارة شىء، يرى حوله الشباب الذين يضحون بحياتهم فيشعر بخزى وعار لعدم التحرك منذ عامين، يتلقى اتصالاً بين الحين والآخر «هتيجى إمتى يا بابا» ابنته الكبرى تحدثه من «تلا منوفية» فيأتيها رده من ميدان التحرير «اقفلى دلوقتى يا فاطمة وماتستانيش مش راجع غير لو هو رجع.. والبادى أظلم».