المشهد لم يختلف كثيراً عن ميدان التحرير، فالمليونية التى حشدت عدداً كبيراً من المتظاهرين المؤيدين للإعلان الدستورى أمام جامعة القاهرة، صاحبها عدد كبير من الباعة الجائلين الذى نزحوا من ميدان التحرير وراء المتظاهرين الكثر، باعة شاى وعرقسوس.. عربات كشرى وأرز باللبن، كل ذلك لم يثر دهشة المتظاهرين، لأن الغريب هو تسلل رائحة شواء عمت أرجاء المكان، وبالبحث عن مصدرها تجد بائع كباب وكفتة بين المتظاهرين يوزع على زبائنه أطباق كفتة وكباب. أمام «تريسيكل» يقف مزهوًا بأسياخ الكفتة التى يعدها للشى، فرائحتها الذكية تثير شهية الكثيرين، لا يمنعه عمله الدؤوب من الهتاف تأييداً للرئيس «الشعب يؤيد قرار الرئيس»، هكذا كان يهتف الكابتن محمد السيد «مدرب كرة فى نادى بلطيم بكفر الشيخ»، فلم تعد الكرة مصدر رزقه فتوقف الدورى المصرى يزعجه بشدة ويقطع مصدر دخله الذى ينفق منه على 17 فرداً هم عائلته، فما كان منه إلا أن اشترى هذا «التريسيكل» ليكون محله المتنقل «أكل العيش مر وأنا قلت النهارده أنزل أؤيد وأسترزق برضه». «أنا عندى محل فى شبرا الخيمة بس الرزق يحب الخفية وعمرى ما هبيع زى اليوم ده» رغيف الكفتة يبيعه «الكابتن» مقابل 5 جنيهات، يقول منتشياً «ربنا يزيد ويبارك.. لو لقيت العدد كتير هابعت أجيب مونة تانى.. شكلها هتتقفل النهارده». الكابتن محمد الشهير ب«السنباطى» لم يهتم أبداً بالنزول إلى التحرير سواء كان معارضاً أو مؤيداً أو حتى ليبيع كبابه وكفتته هناك، فهو له وجهة نظر مختلفة عن متظاهرى التحرير «دول مش بتوع كفتة.. اللى ماعهوش بياكل فول واللى معاه بياكل كنتاكى.. أنا رزقى هنا وخلاص».