استبق العديد من مسؤولي المعارضة في فنزويلا، النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية، التي جرت أمس الأحد، مؤكدين فوزهم بالغالبية في البرلمان المقبل، وهو أمر في حال تأكدت صحته سيكون الأول من نوعه منذ 16 عاما. وحتى الساعة 22.00 (02.30 الاثنين) لم تكن قد صدرت أي نتائج رسمية للانتخابات التي ترمي لتجديد ولاية البرلمان المؤلف من مجلس واحد، والبالغ عدد أعضائه 167 نائبا. لكن المرشح السابق للرئاسة إنريكي كابريليس، الذي يقود الجناح المعتدل في المعارضة، سارع إلى التغريد عبر تويتر مساء الأحد قائلا "النتائج هي تلك التي كنا ننتظرها! فنزويلا فازت"، وأضاف "بكثير من التواضع والهدوء والنضوج سنتحمل تبعات ما قرره الشعب". بدوره قال مرشح المعارضة فريدي غيفارا، في خطاب أمام أنصاره "ما حققناه هو إنجاز تاريخي"، وأضاف "لقد انتصرنا على كل العوائق. الحملة الانتخابية الأكثر ظلما في تاريخ (فنزويلا) انتهت نهاية سعيدة"، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة انتظار النتائج الرسمية قبل الاحتفال بالفوز. والأمر عينه ينطبق على ليليان تينتوري، زوجة ليوبولدو لوبيز الذي يقود الجناح المتشدد في المعارضة، والمعتقل حاليا، إذ إنها أعلنت مساء الأحد فوز حزبها في الانتخابات. وقالت "لقد انتصرنا بفارق شاسع، انتصرنا فعلا.. ولكننا لا نعلم ما الذي ستفعله الحكومة، عليهم أن يعترفوا (بهزيمتهم) ولكنهم بالطبع لا يريدون أن يفعلوا". ويضم تحالف المعارضة نحو ثلاثين حزبا من اليسار واليمين، ممزقة بين جناح معتدل يمثله كابريليس وآخر متشدد بقيادة لوبيز. وإذا تأكد فوز المعارضة في هذه الانتخابات سيشكل ذلك منعطفا تاريخيا في الحياة السياسية في هذا البلد، الذي يحكمه منذ 16 عاما الفكر التشافيزي. لكن حتى إذا تأكد هذا الفوز، فإن بإمكان الرئيس نيكولاس مادورو الحد من صلاحيات البرلمان الجديد، وذلك عبر تمرير قانون في البرلمان المنتهية ولايته يسمح له بالحكم مباشرة بمراسيم، وإن كان هذا الخيار سيؤدي إلى احتجاجات واسعة.