حدود وهمية رسمها قادة الحركة الصهيوني على أراض عربية قبل أكثر من قرن، رسمها "وعد بلفور" ب"قلم رصاص"، بعدها، هُزم العرب من العصابات الصهيونية المدعومة من الدول الخارجية، وتبع "الهزيمة" الإعلان عن الكيان الصهيوني "دولة إسرائيل"، لتفرض واقع "الجنسية الإسرائيلية" على كثير من أصحاب الأراضي الموجودة، بعد قيام الدولة، من خلال احتلال إسرائيل بعض المناطق، مثل هضبة الجولان والجنوب اللبناني. "الدروز".. كانوا جزءًا كبيرًا ممن فرضت عليهم الجنسية داخل الحدود الإسرائيلية، ويمثلون حاليًا نسبة 8% من مجمل سكان العرب في إسرائيل، و1.7% من مجموع السكان عامة، أي ما يقرب من 134 ألف شخص، في مقابل 14.5 ألف درزي كانوا في إسرائيل وقت إعلان قيام الدولة بنسبة 1.2% من مجموع السكان، وفقًا لموقع المصدر الإسرائيلي. 134 ألف درزي داخل إسرائيل بنسبة 1.2% من مجموع السكان وعلى عكس معظم عرب 1948، تغلب الجانب العقائدي ل"الدروز" على نزعة الانتماء العربي، وانضم "دروز دولة الاحتلال" للجيش الإسرائيلي بعد إثبات ولائهم، حيث سُن قانون التجنيد الإلزامي لهم عام 1956، حيث يقول الدكتور سامي الإمام، أستاذ الديانة اليهودية في جامعة الأزهر ل"الوطن": "الإسرائيليون يستغلون التشابه العقائدي مع الدروز، لإقناعهم بالانضمام إلى جيش الاحتلال، وهو جعل الدروز إسرائيليون بالفعل". وتشكلت الكتيبة الدرزية في الجيش عام 1979 وتم تعيين قائد درزي لها، كما ظهر من الدروز من وصل لرتبة لواء وهو "يوسف مشلب" الذي تولى قيادة الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال، وفقًا لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية. يمثل "الدروز" المجندين في جيش الاحتلال نسبة عالية، بخاصة في الوحدات القتالية مثل كتيبة "السيف" في سلاح المشاة، حيث إن كل عناصرها من الدروز، ويقول موقع "المصدر" الإسرائيلي، إن الهوية الدرزية تغلب على الهوية الإسرائيلية لدى دروز إسرائيل، موضحًا أن دراسة عن الهوية الدرزية في إسرائيل، كشفت أن معظمهم يعرفون أنفسهم بأنهم "دروز" قبل أي شيء، ثم بعد ذلك "إسرائيليون"، وبعدها "عرب". موقع إسرائيلي: الهوية "الدرزية" تغلب على "الإسرائيلية" و"العربية" بعدهم وتعد بلدة "دالية الكرمل" و"يركا"، من أكبر البلدات الدرزية في إسرائيل، حيث يعيش في كل منها نحو 15 ألف درزي، وبصفة عامة هناك 15 بلدة درزية في إسرائيل، إضافة إلى 3 بلدات عربية مختلطة تعيش فيها الطائفة الدرزية أيضًا، وفقًا للموقع الإسرائيلي. ووفقًا للموقع، تنقسم التجمّعات السكّانية الدرزية في إسرائيل إلى قسمين، التجمع الأكبر يبلغ عدده نحو 110 آلاف حول جبل الكرمل، وفي الجليل بالقرب من حيفا، والثاني نحو 20 ألف في شمال هضبة الجولان، بالقرب من الحدود الإسرائيلية - السورية. وكانت "الخارجية الإسرائيلية"، نشرت تقريرًا يفيد بارتفاع عدد الدروز من سكان مرتفعات هضبة الجولان المحتلة، الراغبين في الحصول على الجنسية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه تم تقديم طلبين للحصول على الجنسية في 2010، وهو العام الذي سبق بداية الأحداث المرتبطة بسياق الربيع العربي. وأضاف التقرير، أن عدد الدروز المقيمين في هضبة الجولان والراغبين بالحصول على الجنسية الإسرائيلية هذا العام وصل إلى 80 شخصًا، قائلًا: "من المتوقع ارتفاع العدد". ويقول عمرو زكريا، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن الدروز داخل حدود الكيان الصهيوني لديهم انتماء 100% لإسرائيل، بعكس العرب، حيث إنهم اعتبروا أنفسهم إسرائيليين بل وأصحاب قضية أيضًا. خبير في الشأن الإسرائيلي: عدد طالبي الجنسية الإسرائيلية من الدروز سيقل خوفًا من انتقام الأسد.. و"تل أبيب" لن تقبلهم وبشأن تزايد أعداد طالبي الجنسية الإسرائيلية من دروز الجولان المحتلة هذا العام، قال زكريا، ل"الوطن"، إن إسرائيل لن تقبل بهم، وخلافًا لذلك يخافون فعل ذلك، لأنه إذا عادت الأمور للهدوء مرة أخرى، سينتقم منهم الرئيس السوري بشار الأسد، لافتًا إلى أن الأزمة السورية في طريقها إلى الحل، حيث تركز الدول الأوروبية الفترة المقبلة على حل الأزمة لمواجهة "داعش"، الذي بات يشكل خطرًا على الدول الأوروبية، فضلًا عن أنهم يتمتعون بالزراعة والتصدير إلى الداخل السوري. أما عن تأثير زيادة انضمام الدروز لإسرائيل، فقال إنه غير مؤثر، حيث إن هناك نسبة غير قليلة داخل دولة الاحتلال، ومن يطلبون الجنسية أعداد قليلة جدًا. من جانبه قال منصور عبدالوهاب أستاذ اللغة العبرية في جامعة عين شمس، إنّ الدروز في إسرائيل داخل حدود 1948 أكثر فئات الأقلية العربية التي خدمت في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذين يشغلون أيضًا مناصب فيه.
وأضاف عبدالوهاب الذي شغل منصب مترجم الرئاسة ل10 سنوات في تصريحات ل"الوطن"، أنّ فكرة الانتماء الإسرائيلي لدروز الداخل يعود إلى المكاسب والمصالح التي يحصلون عليها.
وأشار أستاذ اللغة العبرية إلى أنّ طلبات الجنسية الإسرائيلية من دروز الجولان المحتل، ما هو إلى محاولة من دولة الاحتلال لشق العرب في الجولان، ليصبح شأنهم شأن دروز الداخل، مضيفًا: "من الممكن أن تكون الطلبات غير حقيقية، لكنها أعلنت لتوحي للعالم الخارجي أن هناك الكثير ممن يطلبون الجنسية الإسرائيلية".
وأكد أنّ طلب نتنياهو الأخير بضم الجولان المحتل إلى الحدود الإسرائيلية جاء بعد إدراكه أن سوريا في طريقها إلى التقسيم، مضيفًا: "هذا خبث من إسرائيل واصطياد في الماء العكر".