يتزايد خطر جماعة داعش على حياة الدرزيين بجبل الدروز الواقع على الحدود السورية الإسرائيلية وهم يقيمون علاقات جيدة مع الكيان الصهيونى، وبعد مجزرة راح ضحيتها 20 شخصاً منهم يسيطر على الدروز خوف شديد من تهديد محرقة داعشية قادمة، خرج بسببها آلاف من أعضاء المجتمع الدرزى إلى الشوارع فى عدة قرى فى الجليل والكرمل. وكانت لكل قرية لهم قراءات مختلفة. للمشهد السورى القائم ضدهم هناك، حيث طالب البعض منهم الحكومة الإسرائيلية بالتدخل عسكريا والدفاع عن حياة الدروز بسوريا، وقام آخرون ممن تم تجنيدهم فى وحدات جيش الاحتلال القتالية بعبور الحدود من تلقاء أنفسهم لحماية إخوانهم فى الجوار، وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك أولئك الذين يريدون التعبير عن الدعم والتضامن مع إخوانهم عبر الحدود بالتظاهر، وطلب الدعم الدولى للدفاع عن شعبهم هناك. وتشتت الدروز جغرافياً وسياسياً جعل موقفهم يزداد سوءاً، حيث هناك من يؤيد الرئيس السورى بشار الأسد الآن ومنهم من يعارضه، كما يقع جبل الدروز بالقرب من المثلث الحدودى بين سورياوالأردن وإسرائيل بمنطقة الحمة. ووفقا لتقديرات الوزير الدرزى السابق صالح طريف، يعيش فى جبل الدروز أكثر من 600 ألف درزى من بينهم 180 ألف لاجئ، بما فى ذلك السنة والمسيحيون الذين فروا إلى إسرائيل أثناء الحرب الأهلية، وفى نهاية عام 2011 كان هناك130 ألف درزى بين المقيمين الدائمين فى إسرائيل، من بينهم أكثر من 100 ألف مدنى، والباقى من سكان هضبة الجولان، بعد أن كان معظمهم لبنانيين. لهذا أصبح جبل الدروز تقريبا فى مرمى داعش وجبهة النصرة، بعد أن بدأت تلك المنظمات فى الأشهر الأخيرة بالعمل على تطويق جبل الدروز من الغرب والشرق، وقبل نحو شهر كان هناك أول معركة بين جبل الدروز وداعش، وبعد ذلك كان الدروز قادرين على صدهم، ومات حوالى خمسة درزيين، غير أن الأسد الأسبوعين الماضيين أضعفهم أكثر بسحب قواته من وسطهم وتركهم عزل، دون ذخيرة وبأسلحة هزيلة لا يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم. وبدأت فى الأسابيع الأخيرة القرية الدرزية فى الجليل، والكرمل والجولان بحشد الدعم الدولى، حيث التقى الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحى للطائفة الدرزية فى إسرائيل بالممثلين السياسيين، كما عقدوا اجتماعا آخر مع المسئولين السياسيين والعسكريين فى العاصمة الأردنية. ووفقا لمصدر مطلع تمكنوا من الحصول على دعم الأردن، وأن الأردن وعدت للتعاون مع المجتمع الدولى للحفاظ على الجبل. ويرى جماعة الدروز فى إسرائيل أنهم جزء لا يتجزأ من إسرائيل وأنها يجب أن تدافع عن إخوانهم فى سوريا وعلى التدخل السريع من أجلهم ولكن إسرائيل من ناحيتها تخشى خوض أى حروب هناك تهدد أمنها الداخلى، وذكر موقع القناة العاشرة الإسرائيلى أن إسرائيل تريد أن تقوم بالدفاع عن الدروز دون الخوض فى الحرب فى سوريا، ضد الأسد وداعش وجبهة النصرة، لذلك تقدم مجموعة من رؤساء مؤسسة الدفاع والقيادة السياسية بطلب الدفاع عن مصير جماعات الدروز ومن بينهم إيهود يعارى ورونى دانيال، معتبرين أن هذه الجماعة جزء منهم ولا يجب التخلى عنهم ويجب تعبئتهم للدفاع عن أنفسهم. ولكن القائد لإسرائيلى رونى دانيال له رأى آخر وهو أن الدورز فى حاجة إلى الحماية وأنهم فى خطر دائم خاصة بعد أن أصبح جبل الدروز شرقاً على وشك الوقوع تحت سيطرة داعش فى حين أنه غرباً واقع بالفعل فى يد جبهة النصرة، والرئيس السورى بشار الأسد وأبويه منذ فترة طويلة يمنعون تسلح جماعات الدروز، ولايتمكنون من الدفاع عنها، ويحاول الأسد الآن أن يقنعهم أنه بيده حمايتهم بإرسال دبابات الجيش السورى لإدخال الثقة فى قلب سكان المنطقة.