بدأت شرطة مدينة روما تحقيقها فى حادث تعدى ما يزيد على 50 فرداً من أنصار فريق لاتسيو الإيطالى المتعصبين المنتمين إلى رابطة «هوليجانز» على عدد من جماهير فريق توتنهام الإنجليزى الذين حضروا إلى العاصمة الإيطالية لمناصرة فريقهم فى مباراته التى جرت أمس الأول فى إطار مباريات بطولة دورى أوروبا، ونتج عن هذا التعدى طعن أحد مشجعى توتنهام ونقله مع 7 آخرين من رفاقه إلى أحد مستشفيات روما، فى محاولة لإنقاذهم من الموت. وبدا من خلال التحقيقات الأولية للشرطة أنها تنظر إلى الحدث من منظور معاداة السامية، كون جمهور فريق توتنهام معروف بالجمهور اليهودى فى أوروبا، كما تشتهر رابطة جماهير النادى اللندنى باسم «جيش يهود أوروبا»، وتعاطف جماهير لاتسيو مع القضية الفلسطينية والأفعال الوحشية لإسرائيل فى فلسطين، وحصارهم قطاع غزة وقتلهم الأطفال والنساء والشيوخ، حتى إنهم رفعوا لافتات تحمل عبارات «حرروا فلسطين» و«أطلقوا سراح غزة». وافترضت الشرطة خلال تحقيقاتها أن جماهير توتنهام الغاضبة اقتحمت حانة «ذا درانكين شيب»، حاملة السكاكين والجنازير المعدنية والشفرات الحادة بنية مُبيتة للتعدى على «يهود أوروبا»، متمثلين فى جمهور توتنهام، وذلك رداً على حالة اللغط التى أثارتها إدارة النادى الإنجليزى بمطالبة الشرطة الإنجليزية بالدفاع عن جماهيرها ضد انتقادات وسخرية مَن أطلقت عليهم «من يعادون السامية». وعلى الرغم من اشتباه الشرطة فى تورط رابطة مشجعى لاتسيو فى الحادث، فإن إدارة النادى الإيطالى أنكرت تورط جماهير الفريق فى الأمر، وحاولت دفع التحقيقات إلى مسار آخر، ببيان أكدت فيه أن الاعتداء الوحشى على جمهور الفريق الضيف لا علاقة له بالرياضة، وأن الاعتداء تم من قِبل فئة من المخربين الذين لا يمكن أن يكونوا من جمهور النادى العريق. وفى سياق متصل، أبدى جيانى أليمانو عمدة روما تعاطفاً شديداً مع جمهور توتنهام، بل اتهم شرطة المدينة بالتواطؤ مع مرتكبى الهجوم، معللاً اتهامه بأن الشرطة لم يكن لها وجود أثناء الهجوم على الحانة، فى حين ردت الشرطة ببيان فورى قالت فيه إن الدوريات الشرطية فى المنطقة اتجهت إلى المكان فور تلقيها البلاغ، لكن مرتكبى الحادث فروا هاربين سريعاً. وأضاف البيان أن الشرطة ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم وجارٍ البحث عن الباقين.