غضبة فلسطينية كبيرة جاءت بعد تعديات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، خرج الشباب الفلسطيني حامًلا "سكين الطعن" في مواجهة "رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي"، إلا أن الرصاص لم يصمد في مواجهة "الانتفاضة الثالثة"، التي حملت شعار السلاح الأبيض، فلجأ الاحتلال إلى زرع جواسيسه مستخدمًا العديد من الإمكانيات، إلا أن الشباب الفلسطيني قرر أن يستمر في انتفاضته. استخدم الاحتلال العديد من الوسائل التي حاول من خلالها معرفة مكان خروج الشباب الفلسطيني للتربص به، وأيضًا التجسس عليهم تجنبا لتنفيذهم أي عملية، سواء كانت طعن أو دهس وغيرها، وعلى الرغم من ذلك تنجح الكثير من العمليات التي تستهدف جنود الاحتلال أو المستوطنيين المعتدين. ويكشف فلسطينيون ل"الوطن"، طرق وأساليب الاحتلال الإسرائيلي لاختراق الانتفاضة: 1- وحدة المستعربين بجيش الاحتلال الإسرائيلي - بملامح شرقية تحمل شال الانتفاضة الفلسطينية، وملابس تشبه كثيرًا تلك التي تظهر على الفلسطينيين في الاشتباكات، يدخل مجندو وحدة "المستعربين" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي متسللين وسط شباب "الهبة الفلسطينية" محاولين معرفة قادة الاشتباكات وحفظ أشكالهم للقبض عليهم، وإذا كانت المجموعة الفلسطينية ليست كبيرة، تدخل قوات هذه الوحدة متظاهرة أنها تلقي حجارة على الجنود الإسرائيليين، وفي لحظة متفق عليها يلقون القبض على الفلسطينيين، أو توجه مسدساتهم إليهم. "المستعربين".. وحدة إسرائيلية تتخفى وسط شباب الانتفاضة ويلقون جنود الاحتلال بالحجارة وتقول، جيهان عوض، المراسلة بفضائية "فلسطين اليوم"، إن وحدة المستعربين غالبا يكون لها مهام محددة وتنفذ عمليات سريعة مثل اعتقالات في ميدان المواجهة، مشيرة إلى أن هناك العديد من الفيديوهات التي كشفت ذلك. وتضيف عوض، ل"الوطن"، أنه في سنوات سابقة تم اكتشاف زرع مستعربين في المخيمات الفلسطينية، موضحة: "عاشوا فيها على أنهم عرب فلسطينيين كانوا مغتربين وعادوا للبلاد.. جزء منهم تزوج من فلسطينيات وبعد انتهاء المهام اختفوا.. وبعد بحث زوجاتهم لسنوات طويلة اكتشفن أنهن كن متزوجات من مستعربين". وتقول عوض إن عمل المستعربين امتد الآن إلى مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق متابعة صفحات التواصل الاجتماعي، ومعرفة أماكن نزول الشباب الفلسطيني للمواجهات، ويتواصلون مع شباب على أنهم يريدون المشاركة عن طريق حسابات كثيرة، مشيرة إلى إرسال الكثير من الإضافات إلى الشباب الفلسطيني في الفترة الأخيرة، والتي أثارت شكوكهم وشنوا عليها حملة مضادة للتوعية. 2- وحدة "8200" بجيش الاحتلال الإسرائيلي
يتضمن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي "أمان" فيلقا أو وحدة تحت اسم "8200" وهي مسؤولة عن التجسس إلكترونيًا، وفك الشفرات، كما أنها تقود سلاح الحرب الإلكترونية بالجيش، وفي هذه الأيام يستخدم الاحتلال هذه الوحدة في التجسس على شباب الانتفاضة الفلسطينية عن طريق التقنيات المتقدمة. وتقول عوض إن الوحدة 8200 متخصصة بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، مشيرة إلى أن هناك كلمات مفتاحية يتم وضعها على برامج محددة، وإذا جاءت هذه الكلمات في أي من المنشورات أو المحادثات، يصل ذلك فورًا لأجهزة الوحدة الإسرائيلية التي تقوم بتحليلها والتحقيق فيها. الاحتلال الإسرائيلي يلقي القبض على الفلسطينيين بسبب "فيسبوك" وأضافت عوض أن الوحدة نفسها تتجسس على الهواتف، مشيرة إلى أن شهيدا سقط مؤخرًا في غزة خطط لعملية عن طريق هاتفه، ولكنه تفاجأ بقوات الاحتلال الإسرائيلي في انتظاره بمكان تنفيذ العملية الذي حدده على الهاتف. كما تتعاون 8200 مع وحدة "سييرت متكال"، التابعة أيضًا لشعبة الاستخبارات العسكرية، والمتخصصة في جمع المعلومات عبر زرع أجهزة تنصت. تقول شذى حماد الصحفية الفلسطينية، إن الاحتلال يراقب وسائل التواصل الاجتماعي، وكثيرًا ما يلقي القبض على شخص على خلفية ما كتبه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مؤكدة وقوع العديد من حالات الاعتقال بالقدس بسبب ذلك، وتضيف حماد ل"الوطن"، أنهم يواجهون تهما تضمنت التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم الحكم عليهم لعدة أشهر. 3- طائرات بدون طيار
يستخدم الاحتلال الإسرائيلي عادة الطائرات بدون طيار على المناطق الحدودية للمراقبة، ولكنه يستخدمها هذه الأيام في مراقبة وتصوير تحركات الشباب الفلسطيني، حتى تكون قوات الاحتلال جاهزة لنشوب أي اشتباكات، وفقًا لما قالته جيهان عوض. الشباب الفلسطيني ينوع من أماكن خروجه لتمويه الاحتلال وتضيف عوض أن الطائرات بالفعل تنتشر في الأماكن الفلسطينية، إلا أن الشباب الفلسطيني مدركًا لذلك، ويحاول تغيير أماكن الخروج إلى اشتباكات للتمويه. فيما تقول "حماد"، إن الشباب الفلسطيني يقوم بإشعال إطارات السيارات أيضًا للتمويه على هذه الطائرات، بحيث يحجب الدخان الرؤية للكاميرات التي تحملها تلك الطائرات. 4- المنطاد الإسرائيلي يستخدم الاحتلال الإسرائيلي "المنطاد" في العديد من الأماكن للمراقبة، سواء على الحدود، أو في المناطق المحتلة، حيث تقول عوض إنه دائمًا يكون المنطاد فوق الأقصى وقت الصلاة، محملًا بكاميرات المراقبة تحسبًا لأي تطور في الأمر. وتضيف أن المنطاد ينقل لها الصورة مباشرة، ليكون جنود الاحتلال الإسرائيلي على أتم استعداد إذا خرج الشباب بعد صلاة الجمعة قاصدين الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي مدافعين عن الأقصى. 5- كاميرات المحال التجارية
كشفت المراسلة الفلسطينية جيهان عوض، أن الاحتلال الإسرائيلي يصادر كاميرات المحال التجارية المحيطة بمكان أي اشتباكات، أو عمليات طعن أو غيره، لمعرفة الشباب الفلسطيني الذي يقوم بتلك العمليات للقبض عليهم. وأضافت أن هناك مستوطنًا اختطف العام الماضي بالخليل، فقام الاحتلال بمداهمة المحال التجارية القريبة من المكان، لكن الشباب الفلسطيني سبق الاحتلال بحملة دعا فيها لحذف التسجيلات في كل المحال لتصعيب المهمة على الاحتلال.