سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المستعربون" سلاح إسرائيل الخفى للقتل والخطف والاغتيال..وحدات بجيش الاحتلال و"الشاباك" أشهرها "دوفدوفان" ترتدى الزى العربى نفذت عددا هائلا من العمليات على حدود مصر وغزة
"المستعربون" سلاح دولة الاحتلال الإسرائيلى الخفى لتنفيذ العمليات الاستباقية والانتقامية ضد العرب سواء داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة أو خارج حدود الدولة العبرية، فقد نفذوا كما هائلا من العمليات القتالية التى تتكتم تل أبيب حتى الآن عن الإفصاح عنها. أطلق هذا الاسم على عناصر الجيش الإسرائيلى الذين يخدمون بهذا السلاح، حيث يموهون أنفسهم كأنهم من العرب، من أجل الاندماج فى المجتمع العربى دون إثارة أدنى شك حولهم، ويكون ذلك لأغراض أمنية معينة من بينها التجسس والقيام بمهمات استخباراتية وقتالية أيضا. وهناك عدد من الوحدات من "المستعربين" فى إسرائيل تنتمى إلى أجهزة أمنية مختلفة سواء الجيش الإسرائيلى أو جهاز الأمن العم الداخلى "الشاباك"، من بينها وحدات المستعربين التى تنتمى إلى "حرس الحدود" وتلك المنتمية إلى وحدة "دوفدوفان" بالإضافة لوحدة "الكرز" وهى وحدة معينة خاصة، للقتال فى أراضى الضفة الغربية. ومصدر اسم "المستعربين" كما أوضح موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى الذى أعد تقرير حول هذا الموضوع، هو كنية عن نشاط "الاستعراب" الذى يقومون به، وتشكلت الكلمة من خلال الالتحام بين كلمة "الاعتداء" (بالعبرية: הסתערות) وكلمة "عرب" (بالعبرية: ערבים)، ويعبر الاسم عن الاندماج فى الأراضى وكأنهم عرب، حتى لحظة الهجوم. وقد التصق وصف المستعربين بجميع المقاتلين المندمجين فى صفوف السكان فى المناطق القريبة من العدو، حتى حين تكون مهمّتهم المعرفة وليست هى الهجوم وإنما جمع المعلومات الاستخباراتية فقط. وتقوم وحدتى المستعربين التابعة للجيش الإسرائيلى، المنتمية لوحدة "دوفدوفان" والأخرى المنتمية لسلاح "حرس الحدود"، بإجراء ترسانة من العمليات الهائلة والسرية، وكلتاهما جعلتا من مهمة الاستعراب ميزة فى العمليات، حيث تعملان فى الأراضى الفلسطينية والعربية يوميا. ومن أهم مهمات وحدة "المستعربين" بحرس الحدود، هى جلب المعلومات الاستخباراتية، والخطف، والكشف عن عناصر المقاومة الفلسطينية، والاغتيالات، ومواجهة أى بوادر لانتفاضات مرتقبة، والاعتقالات، ولا تصبح تلك العمليات بسيطة عند تنفيذها للعملية خلال الاندماج مع السكان المحليين. تعمل وحدة "المستعربين" والتى تعتبر أحد أهم وحدات القوات الخاصة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ سنوات التسعينات باستخدام أساليب التمويه، والاندماج فى المناطق التى يعملون داخلها والتنكر، وكل ذلك من أجل الوصول بأقرب ما يكون إلى الأهداف دون إثارة الشكوك. وتتميز مهماتهم بفرق عمل صغيرة تقوم بالتلاعب بالأهداف، مع استخدام المعلومات الاستخباراتية والتعاون مع وحدات أخرى، وخلال تأهيلها، يتعلم مقاتلو وحدات المستعربين عادات القرى العربية المختلفة، وطريقة الكلام، ومعلومات عن العشائر والقبائل وموازين القوى بينها، ويستخدمون هذه المعلومات المهمة للاستعراب. وقال الموقع الإسرائيلى إنه مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، فرض على الجيش الإسرائيلى وسلاح حرس الحدود على حدِ سواء بأن يخفّضا مستوى العنف فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفى هذا الإطار تم تأسيس وحدة "المستعربين" التابعة لحرس الحدود، إلى جانب وحدة المستعربين التابعة لوحدة "دوفدوفان". وأوضح "مكور" أنه لا تزال معظم المعلومات عن العمليات الاستطلاعية التى يقوم بها "المستعربين" سرية، وأنه بفضل هؤلاء المقاتلين تم إجراء المئات من عمليات الاعتقال الناجحة لعناصر المقاومة، وإجراء عمليات مكثفة بالضفة. وقد حظيت وحدات الاستطلاع المختلفة من "المستعربين" على مر السنين بمجموعة متنوعة من الميداليات، على العمليات المميزة فى مواجهة الفلسطينيين وإظهار الجرأة فى تنفيذ تلك المهمات. وتتكون وحدة المستعربين التى تعمل فى إطار حرس الحدود و"الشاباك" من عدد من الوحدات الفرعية المنتشرة فى إسرائيل وخارجها وفقًا للمناطق والمقاطعات، وتعمل وحدات المستعربين فى منطقة الضفة الغربية تحت قيادة الجيش الإسرائيلى وجهاز الأمن العام، وهى متخصصة فى حرب داخل مناطق فيها أبنية سكنية، فقد عملت وحدة المستعربين سابقًا فى قطاع غزة، ولكن بعد فك الارتباط انتقلت للعمل ضد الفلسطينيين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل من غزة أو من خلال مصر عبر شبه جزيرة سيناء، كما تعمل وحدة مستعربين القدس فى منطقة القدس وهى متخصصة فى العمل الاستعرابى فى أوساط سكّان المنطقة الشرقية. وحول طبيعة عمل عناصر وحدة "دوفدوفان"، قال الموقع الإخبارى الإسرائيلى إن وحدة "دوفدوفان" تعتبر وحدة مشاة من القوات الخاصة، تم تأسيسها عام 1986، وهى تعمل فى أراضى الضفة الغربية من أجل منع الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين، وتنفّذ أنشطتها الرئيسية بطريقة استعرابية، حيث يقوم مقاتلوها بالتنكر بزى العرب والاندماج وسط السكان المحليين. وتقوم الوحدة أحيانا بتنفيذ مهامّها بطريقة علنية، وهى تتواجد فى استدعاء دائم للعمليات على مدار أيام السنة، لأنها تتعامل إما مع عمليات تم تحديدها مسبقا أو وفقًا للحاجة بموجب تحذيرات من الشاباك، وتتفرد الوحدة بتنفيذ العمليات الخطرة فى قلب المدن الفلسطينية. ويستغرق مسار خدمة المقاتل فى الوحدة نحو عام وأربعة أشهر، فى البداية يكون المسار مشابهًا جدا لمسار تدريب مقاتلى المشاة ويشمل تدريبات أساسية وتدريبات متقدمة، ولكن فى وقت لاحق تتوسع المهمات أكثر وتشمل تدريبات قتالية خاصة وتدريبات متخصصة، وبعد ذلك يمر المقاتلون بتدريب مكافحة الإرهاب، وعمليات "حرب العصابات"، والهبوط بالمظلات، وعمليات القنص، وتدريبات ملاحية على مستوى عال، والقتال عن قرب، كما يمر بعض المقاتلين بتدريبات فى دراسة اللغة العربية الفصحى والعامية والتمويه. وأشار الموقع الإخبارى الإسرائيلى إلى أن وحدة "دوفدوفان" هى أحد الأسباب الرئيسية فى أن معدل النشاط الإرهابى فى المدن الإسرائيلية انخفض إلى ما يقارب صفر % وهذا على عكس ما كان يحدث فى إسرائيل فى منتصف التسعينات، مشيرا إلى أن مقاتلى وحدة "دوفدوفان" هم نوع من الآلات الحربية والاستعراب، وأنهم يدفعون ثمنًا شخصيّا ثقيلا لإدارة حياة مزدوجة.