أغنيات شعبية ومقولات مشهورة تروج لبرنامج انتخابي يريد المرشح إقناع الناخب به، كلها أشياء تبدو مقبولة للرأي العام في أساليب الدعاية للمرشحين للبرلمان المقبل، لكن بعض المرشحين تجاوز هذا الحد، واستخدم آيات من القرآن الكريم في الدعاية كتبت فوق صورهم التي علقت بشوارع دوائرهم الانتخابية. في الدائرة التي تضم حي بولاق الدكرور بالجيزة، قام أنصار أحد المرشحين، بتعليق العشرات من اللافتات التي تحمل صوره، وعبارات التأييد له، بعض هذه اللافتات كان مدون عليها آية قرآنية: "لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ"، وهي الآية التي تبدو لا علاقة لها بالسباق الانتخابي، وهي الآية رقم 63 من سورة الأنفال، وبحسب تفسير ابن كثير فإن هذه الآية نزلت على النبي في توليف القلوب بين المهاجرين والأنصار بعد أن كانت بينهم حروب طويلة. وكيل الأوقاف: كثير من المرشحين لا يعرفون معنى الآيات التي يستخدمونها "الكثير من المرشحين الذين يستخدمون آيات الله في دعايتهم لا يعرفون معناها من الأساس"، بتلك الكلمات ينتقد الشيخ شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف، استخدام الآيات القرآنية في الدعاية الانتخابية، والذي يرى أنه من الواجب أن يكون القرآن مقدسًا، ويجب إبعاده عن الوعود غير الصادقة، والمتاجرة به على طاولة السياسة. آية أخرى كتبت على لافتة علقت في منتصف شارع جانبي، بحي بولاق، فوق صورة أحد المرشحين: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، وهي الآية الواردة في سورة آل عمران، وبحسب تصريحات عبداللطيف ل"الوطن" فإن: "استخدام الآيات القرآنية في الدعاية الانتخابية يمثل عبثا بكتاب الله"، ويوضح أن القرآن الكريم يجب أن يكون منزهًا وله قدسيته، ولا يتم وضعه على أوراق الدعاية واللافتات والتي يكون مصيرها في النهاية هي السقوط على الأرض أو في الاستقرار في صناديق القمامة. تزدحم اللافتات وصور الدعاية للمرشحين، عند مدخل مترو جامعة القاهرة، أغلب هذه الصور تم تمزيقها، بما فيها صورة تحمل اسم مرشح مستقل، كتب فوق صورته آية "وما توفيقي إلا بالله"، وهي الآية التي وردت في سورة هود، والتي تنتظر مصيرها لتلحق بالصور التي تم تمزيقها ورميها أرضًا، لتدهسها أقدام العابرين إلى محطة المترو. عميد أصول الدين: لايجوز استخدام القرآن الكريم في استعطاف الناس لانتخاب المرشح الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أكد أنه لا يجوز للمرشحين في الانتخابات استخدام الآيات القرآنية في دعايتهم، موضحًا أن عملية الانتخابات تخضع لمعايير وأعراف قانونية وعادات من يختارونهم كنواب عنهم، ولا صلة لذلك بكتاب الله من قريب أو من بعيد. وأضاف العواري، في تصريحاته ل"الوطن"، أن من يستخدم الآيات القرآنية في الدعاية الانتخابية من المرشحين يحاول استغلال عواطف الناس الدينية، لجلب الأصوات ودفع الناخب لاختياره.