تحت راية الإسلام قاتل كلاهما لمعتقده الخاص، حسبما رأى كل منهما فهو المدافع عن الإسلام ومن يخالفه الرأي فهو غريمه في المعتقد، ومن ثم يصبح غريمه على الأرض في حال تطلب الأمر ذلك، أحرار الشام أو جبهة النصرة، تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش، مسميات لتنظيمات جهادية استشرت في سوريا، الدولة الشامية العظيمة، عقب الثورة السورية التي طالبت برحيل بشار الأسد، تلك التنظيمات الجهادية صنفت تحت اسم "جماعات إرهابية"، وكل منها يتناحر لدحر الآخر لاختلافات في الرؤى أو في محاولة للانتقاص من حق الآخر بالحصول على مكتسبات تساعده في اكتساب المزيد من القوة. في ديسمبر 2012، صنفت الولاياتالمتحدةالأمريكية "جبهة النصرة" الإسلامية، التي تعتبر من أكثر التنظيمات المسلحة في سوريا فعالية، تنظيما إرهابيا أجنبيا بسبب صلاتها بتنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين، وكان السفير الأمريكي حينها "روبرت فورد" أعرب عن قلق حكومته من تصاعد نفوذ "جبهة النصرة"، وقال "التنظيمات المتطرفة في سوريا تزداد نفوذاً بشكل تدريجي في المعارضة المسلحة وهذا يمثل مشكلة للولايات المتحدة ولمستقبل سوريا". في مارس 2014، اتخذت المملكة العربية السعودية قراراً بإدراج "داعش" ضمن قوائم الكيانات الإرهابية، كما قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بعابدين الأحد 30 نوفمبر 2014 بإدراج "داعش" كمنظة إرهابية وحظرها داخل مصر، لم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية بمنأى عن هذه الأحداث، فقامت بتصنيف بعض الجماعات كتنظيمات إرهابية، ويأتي في مقدمة هذا التصنيف تنظيم "داعش". الأخوان على الأرض في التصنيف الإرهابي، اتفقا على ألا يتفقا، فلكل منهم أماكن تواجده من البقعة الشامية "سوريا"، لكن الخلافات في المعتقد أدت بطبيعة الحال إلى خلافات على الأرض ما أدى إلى وجود صدام بينهما أحياناً، فاعترفت جبهة النصرة بأنها تقاتل تنظيم "داعش" في سوريا، وجاء ذلك في تسجيل صوتي لزعيم الجبهة "أبو محمد الجولاني" أن قتالاً اندلع بين الطرفين بسبب تجاوزات لمقاتلي "داعش"، وقال الجولاني إن "داعش" هو من تسبب في اندلاع الصراع بين الطرفين خاصة بعد اعتقاله زعيم الجبهة في الرقة وربما قتله، وأوضح الجولاني أن "هذا الحال المؤسف دفعنا لأن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجع مستقل، ويوقف إطلاق النار، ويجري تبادل المحتجزين من كل الأطراف، وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى"، وختم الجولاني التسجيل الصوتي بالتأكيد أن الجبهة ستستمر في الدفاع عن نفسها رداً على أي تجاوزات.