الساعة تقترب من الثانية صباحاً بينما خطوات «محمد حمدى» 42 سنة، تشق شارع 23 يوليو بمنطقة عين شمس، عقب عودته من منزل أسرة زوجته، تلك الخطوات لم يقترب بها من منزله فى شارع الألفى على بعد أمتار قليلة من موقعه، بل كانت آخر خطوات يخطوها فى حياته قبل إزهاق روحه برصاص الغدر.رصاصة فى القلب استقرت فى صدر الضحية من فرد خرطوش كان ممسكاً به أحد أفراد عصابة مسلحة تمارس نشاطها فى السرقة بالإكراه، سقط بعدها على الأرض غارقاً فى دمائه وبيديه هاتفه المحمول التى فشلت تلك العصابة فى الاستيلاء عليه، بالرغم من تهديده بالقتل من جانب أفراد العصابة الأربعة الذين كانوا يستقلون «توك توك» وتمكنوا من محاصرة المجنى عليه محاولين الاستيلاء على متعلقاته الشخصية إلا أنه رفض الخضوع لتهديدهم وبدأ فى مقاومتهم، فكان نصيبه القتل برصاصة فى القلب ونجح المتهمون فى الهروب.صرخات الضحية عقب استقرار الرصاصة فى صدره سمعها أحد المارة فحاول إسعافه، فأسرع بإبلاغ المقدم محمد السيسى، رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس، الذى انتقل على رأس قوة أمنية من القسم شارك فيها النقيب أحمد كامل معاون المباحث، وتم نقل المجنى عليه إلى مستشفى عين شمس العام لإسعافه، وتبين أنه مصاب بطلق نارى بالصدر وأجريت له إسعافات أولية داخل غرفة الرعاية المركزة، لكنه توفى أثناء خضوعه لجراحة عاجلة. عصابة مسلحة تقتل محاسباً بالرصاص فى عين شمس لسرقة هاتفه المحمول تحريات المباحث توصلت إلى أن الضحية اصطحب زوجته وأبناءه قبل وفاته بقرابة 3 ساعات إلى منزل أسرة زوجته على بعد أمتار قليلة من شارع 23 يوليو الذى شهد الجريمة، وقضى معهم عدة ساعات، وأصر على عدم المبيت معهم وقرر العودة إلى منزله، وفوجئ وهو فى طريق عودته بوقوف «توك توك» أمامه ونزل منه 4 أشخاص وأحاطوا به، وطلبوا منه استخراج متعلقاته الشخصية حتى لا يتعرض للقتل، لكنه لم يستجب لتلك التهديدات وبدأ فى مقاومتهم، وتبادل الطرفان الضرب، لكن أحدهم أخرج فرد خرطوش من طيات ملابسه وأطلق منه رصاصة من على بعد 4 أمتار فسقط على الأرض، وفر المتهمون هاربين واختبأوا فى منزل أحدهم.لم تمر سوى 3 أيام فقط على الجريمة وتمكن رجال المباحث، بقيادة العميد محمد الألفى، رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة، من تحديد المتهمين وهم موسى. ع، 18 سنة، عاطل، وأحمد.ع، 18 سنة، عاطل، ومصطفى. ر، 19سنة، عاطل، مصطفى. ف، 19 سنة، عاطل، وتوصلت المباحث إلى مكان المتهمين وداهمت القوات مكان اختبائهم وألقت القبض عليهم، وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة عين شمس، وبسؤالهم اعترفوا بتفاصيل الجريمة كاملة وأرشدوا عن السلاح المستخدم فيها، وأقروا بأنهم لم يخططوا لقتل المجنى عليه، بل فوجئوا به يحاول السيطرة على فرد خرطوش كان فى يد المتهم الأول «موسى. ع»، أثناء محاولتهم سرقة متعلقاته، فعندما حاولوا خطف حافظة نقوده وهاتفه استمر فى مقاومتهم، فقام أحدهم بإطلاق عيار نارى من فرد خرطوش كان بحوزته تجاهه، مما أدى إلى وفاته متأثراً بجراحه. تحرر محضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد الوزير لأمن القاهرة، إلى المستشار محمد عبدالشافى، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، وكلف المستشار بكر عبدالعزيز، رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة، بالتحقيق مع المتهمين ووجه لهم المستشار إبراهيم أبوعقل تهمة القتل العمد وحيازة أسلحة نارية والبلطجة وتكوين عصابة مسلحة للسرقة بالإكراه وقرر حبسهم على ذمة التحقيقات. الجريمة استغرقت 5 دقائق والمباحث قضت 72 ساعة بحثاً عن الجناة 5 دقائق هى مدة الجريمة التى شهدها شارع 23 يوليو وانتهت بمقتل محاسب غدراً، كل جريمته أنه دافع عن نفسه، لكن الرصاص كان الأقرب إليه من باب منزله الذى يبعد أمتاراً قليلة عن مسرح الجريمة، التى أحيطت بالغموض لمدة 72 ساعة، لكن قوات المباحث بإشراف اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، تمكنت من فك طلاسم تلك الجريمة عقب أعمال البحث عن منفذى الجريمة بين المسجلين خطر سرقات بعد أن رجحت المباحث من خلال المعاينة أن الجريمة تمت بدافع السرقة.خبر الوفاة حل كصاعقة على زوجة المجنى عليه التى عرفت بهذا الخبر من أحد رجال المباحث عقب نقل الضحية إلى المستشفى، فأسرعت الزوجة وأقاربها إلى مستشفى عين شمس العام لتجد زوجها فى غرفة الرعاية المركزة بين الحياة والموت، لكن محاولات إنقاذه لم تفلح سوى لساعات قليلة، وبعدها خرج الأطباء يقولون عبارتهم المعروفة فى تلك المواقف وهى «البقاء لله شدوا حيلكم».كثف رجال المباحث من أعمال الفحص على منفذى الجريمة بين عشرات من المشتبه فيهم حتى نجحت تلك الجهود فى الوصول إلى المتهمين وإلقاء القبض عليهم لينالوا عقابهم من خلال محاكمة عادلة أمام محكمة الجنايات، بعد أن اعترف المتهمون بتنفيذ 12 جريمة سرقة بالإكراه.