قال اللواء محمد رشاد، رئيس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بجهاز المخابرات العامة، فى الفترة ما بعد نكسة 1967 حتى توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" ووكيل المخابرات سابقاً، إن الحصول على معلومات بشأن مصر هو دولاب عمل يومى فى "تل أبيب"، فهم يتابعون الموقف فى مصر بكل دقة لحظةً بلحظة، وليس دقيقة بدقيقة حتى. ■ كنت رئيساً لملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بجهاز المخابرات العامة بعد نكسة 1967 حتى توقيع اتفاقية «كامب ديفيد».. ما الدور الذى قمت به خلال تلك الفترة؟- بعد نكسة عام 1967، بدأنا فى تقييم الموقف، ومعرفة السبب الذى أدى لوقوع الهزيمة، ووجدنا أن أهم الأسباب تمثل فى القصور فى المعلومات عن إسرائيل، فعملنا على تدعيم ذلك، فميزان القوى يُحسب عادة بحجم القوات، إلا أن الوضع فى إسرائيل يحتاج لمعايشة الواقع الإسرائيلى كى تحسب قدراتها القتالية، فالأمر هناك يقاس عبر «القدرة» وليس عبر «الحجم»، فالقدرة هى التسليح، والتدريب، والتطوير، وليس بحجم القوات.■ ما أبرز النجاحات التى حققتها؟- نجحنا فى تدعيم منظومة المعلومات لدينا، كما ساهمنا فى حماية الأمن القومى المصرى بشكل فعال، فمفتاح كل الشغل فى إسرائيل هو هيئة التقديرات والمعلومات بالمخابرات العامة، ولا بد أن يكون معلوماً أن دورهم مهم جداً لصالح الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ففى قضية «هبة سليم» على سبيل المثال بدأت القضية من «التقديرات والمعلومات» ليبدأ قسم مكافحة التجسس فى السير فى القضية حتى ألقى القبض على طرفيها، وكذلك قضية الحفار الذى تعاقدت عليه إسرائيل للتنقيب عن البترول فى خليج السويس، وأوصينا وقتها بالتعرض له قبل وصوله للخليج، وغيرها من البطولات المسجلة بأحرف من نور فى تاريخ المخابرات العامة المصرية، التى تُصنف من أقوى أجهزة المخابرات عالمياً.■ هل ما زالت إسرائيل مهتمة بتجنيد جواسيس فى مصر؟- الحصول على معلومات بشأن مصر هو دولاب عمل يومى فى «تل أبيب»، فهم يتابعون الموقف فى مصر بكل دقة لحظةً بلحظة، وليس دقيقة بدقيقة حتى، وسر ذلك أنهم يعلمون تمام العلم أن مصر هى الدولة الوحيدة القادرة على إفشال مشروعهم الصهيونى التوسعى، فمصر على رأس أولويات إسرائيل فى الحصول على معلومات بشأنها، وأنا على تمام العلم أنهم لا يتركون شاردة ولا واردة فى مصر إلا ويقرأونها ويحللونها، سواء كان هذا الأمر مقالات منشورة بالصحف أو أفلاماً أو مسلسلات أو غيرها من الأمور، فالكيان الإسرائيلى حساس فى الحصول على المعلومات بشأن مصر.ولا بد أن يعلم الجميع أن مصادر المعلومات تنشط فى وقت السلم عن وقت الحرب، فمصادر المعلومات تكون متاحة أكثر، هناك «ناس بتخش.. وبقى ليهم سفارة»، وأعتقد أن إسرائيل بدأت تصل إلى النجوع لأن لها مركزاً أكاديمياً مفتوحاً لدى سفارتهم فى القاهرة يمنح درجات الماجستير والدكتوراه، ويعملون من خلال ذلك فى إجراء دراسات عن المجتمع المصرى ومكوناته، وبالتأكيد يوجه ذلك لخدمة المخابرات الإسرائيلية.■ معنى حديثك أن الإسرائيليين الذين يقدمون لمصر سواء للسياحة أو غيرها يستخدمون فى التجسس على مصر؟- مفيش عناصر بتخرج من إسرائيل وتتوجه مصر إلا وتأخذ أوامر من (الموساد) لتنفذها فى مصر، وإذا لم يكلفوا بشىء فإنهم إذا رأوا شيئاً يظنون أنه يهم المخابرات الإسرائيلية، فإنهم يتوجهون لهم بالمعلومات، فكل الإسرائيليين يدعمون فكرة التوسع، وإنشاء وطن يهودى من النيل إلى الفرات، وهم بدأوا فى العمل بهذا المجال، وما لم يحققوه بالتوسع يسعون لتحقيقه بالاقتصاد.■ كيف ذلك؟- من خلال مشروع اقتصادى إقليمى لغزو الأسواق العربية والهيمنة والسيطرة عليها، وأعتقد أن هدفهم المرحلى حالياً هو دول الخليج من الدرجة الأولى، باعتبارها تمتلك ثروة كبيرة، ولا يوجد بينهم ثأر، وأعتقد أن دولة قطر تلعب دوراً كبيراً جداً فى هذا الموضوع.■ لكن ذلك لن يحدث فى يوم وليلة؟- مشروعهم يسير مع موجة من التحركات التى تستهدفها إسرائيل خلال المرحلة المقبلة، فهم لديهم خطة مستقرة وواضحة لمدة 10 سنوات مقبلة، ويجهزون لتصور لمدة 10 سنوات أخرى، فى كل المجالات، والفضل فى ذلك يرجع لوجود قاعدة معلومات، وبيانات قوية جداً لديهم، فهم دولة «عارفين عايزين إيه»، والأمن أولوية أولى لها، والرافدان الرئيسيان له هو التنمية والأمن.