وصفها البعض ب"حرب ضروس"، ورآها آخرون "مجزرة" أو "مذبحة"، وهي حالة تحولت فيها أرض ملعب النادي المصري البورسعيدي الخضراء، إلى ساحة دماء، بعدما عمت الفوضى الأرجاء، وبعد انتهاء الفوضى أقبل أهالي ال72 ضحية، ليجمعوا رفات من سقطوا غدرًا، موقنون أن ذويهم لم يرفعوا سلاحًا ولم يقذفوا حجارة، لكن حظهم العثر دفعهم إلى طريق حمل لهم رائحة الموت، اشتعلت في نفوسهم نارًا، قيل وقتها إنها لن تهدأ إلا بالقِصاص. بعد أكثر من 3 سنوات من التداول القضائي، وصلت قضية مذبحة بورسعيد التي وقعت عقب مباراة كرة القدم بين الناديين المصري البورسعيدي والأهلي، وأسفرت عن إصابة أكثر من 1000 مشجع إلى محطتها الأخيرة، حيث أصدرت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمقر أكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمد السعيد، اليوم، أحكامها في إعادة محاكمة 7 متهمين صدرت ضدهم أحكام غيابية، حيث قضت بالسجن المشدد 10 سنوات بحق المتهم محمود علي صالح، واستمرار حكم الإعدام بحق حسن الفقي المعروف بحسن بيجو. وفي 9 يونيو 2015، أصدرت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد السعيد، حكمًا بالإعدام على 11 من المتهمين في القضية، إضافة إلى الحكم على 10 متهمين بالسجن المؤبد، والسجن المشدد 10 سنوات ل14 متهمًا آخر، والسجن 5 سنوات ل15 متهمًا، بينهم مدير أمن بورسعيد ورجال الأمن، ومعاقبة متهم واحد بعام واحد. في 9 مارس 2013، عاقبت المحكمة 20 متهمًا بالإعدام شنقًا، وعاقبت 5 متهمين آخرين بالسجن المؤبد 25 عامًا، و20 متهمًا بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و15 عامًا. كانت النيابة العامة أحالت المتهمين وعددهم 73، إلى محكمة الجنايات، ونسبت لهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقترن بجنايات القتل والشروع فيه، بعد أن بيت المتهمون النية وعقدوا العزم، على قتل بعض جماهير النادي الأهلي، انتقامًا منهم لخلافات سابقة، واستعراضًا للقوة أمامهم، وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع، ومواد مفرقعة وقطع حجارة وأدوات أخرى من التي تستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في استاد بورسعيد الذي أيقنوا سلفا قدومهم إليه.