أحدهم يقف فى الشارع حاملاً دمية على شكل طفل.. الآخر يمد يده وعيناه تذرفان الدموع.. ثالث يتقمص دور معاق للفوز بحسنة من المارة، بينما يمسك رابع ب«طبلة» يدق عليها وينتظر الفكة من الناس.. ونماذج أخرى عديدة جسدها الأطفال فى فيلم «طقم شحاتين»، فى محاولة منهم لمحاربة السلوكيات غير المنضبطة فى مجتمعنا. «طقم شحاتين»، فيلم روائى قصير رؤية وإخراج مدحت حامد، وشارك أبطال العمل فى كتابة المشاهد والحوار، يتحدث «مدحت» عن فكرة العمل: «لم تعد الشحاتة تلك النماذج البسيطة الواضحة التى نشاهدها فى الدراما، إنما أصبحت قضية شائكة ومتشعبة فى مجتمعنا، ويجب التصدى لها ومحاربتها بكل الطرق، وحاولنا من خلال الفيلم القصير محاربتها بالفن، بتقديم الحيل المختلفة التى يسلكها الشحات لاستنزاف جيوب المواطنين». «أنا جاى من بنها وتايه إدينى فلوس أروح.. أمى فى المستشفى ساعدونى أعالجها.. أنا سايس المكان هات أجرة الانتظار» بعض فنون الشحاذة التى حاكاها الفيلم، كنوع من انتهاز الفرصة للتحصيل المادى بأى شكل، واستوحاها الأبطال مما يشاهدونه فى الشارع، فيقول «أسامة المصرى»، أحد أبطال العمل: «أنا علشان أتقمص الشخصية بروح ساعتين كل يوم قدام جامع الإمام الشافعى». الإمكانيات البسيطة ربما تؤخر الانتهاء من الفيلم القصير، فالعمل الذى ترعاه جمعية «العالم بيتى» يعتمد بشكل كامل على الجهود الذاتية، حسب «مدحت»: «ربنا أكرمنا بكاميرا إمكانياتها فى التصوير جيدة، والأولاد هما المسئولين عن إحضار ملابس الشخصية وبعض الديكورات»، الأمر الذى يدفعه لمناشدة وزارة الثقافة التعاون معهم وتبنى أنشطة الجمعية، للخروج بها إلى النور. «أسامة، نور بكر، مانا، حسام، بودى، محمود وهشام»، هم بعض المشاركين فى الفيلم القصير، الذى يضم حوالى 30 شخصاً من أعمار مختلفة، وتبلغ مدة عرضه 10 دقائق، وقد تم تصوير أول مشاهده، وحرص فريق العمل أن يتضمن العمل مشاهد تروى أوجه إنفاق أموال الشحاذين بعد انتهاء وردية العمل، إلى جانب مشاهد تقدم أملاً للخروج من الأزمة، والإقلاع عن العادة السيئة.