دماء تسيل على القضبان، كتب ملقاة على قارعة الطريق تسبح فى برك مفعمة بسائل الحياة، النحيب والحزن يعانقان الأرض المخضبة بالدماء، قطار يصطدم بحافلة تقل تلاميذ فى عمر الزهور يتسبب فى مقتل العشرات، فالأتوبيس الذى تتلطخ مقدمته بدماء أطفال ظلوا يرددون أبيات الشعر المدرسية، قبل أن تهفو أرواحهم فى مشهد يعبر عن إهمال ب«روح مصر»، وفى هذه الأجواء تلوح فى الأفق «الفضائى» تغريدة للدكتور عصام العريان يقول فيها: «فى عصر الديكتاتورية لا يوجد وزير يستقيل، فى زمن الديمقراطية المسئولية تجبر الوزراء على الاستقالة، أو يسحب البرلمان الثقة منهم، أين البرلمان؟». التحايل على الدستور وعودة البرلمان بالقوة على رأس أولويات الإخوان المسلمين، بحسب مصطفى الجندى، القيادى بحزب الدستور والعضو السابق بالبرلمان المنحل، والذى يؤكد أن الدماء التى تسيل لا تهُم «الجماعة» فى شىء، فالنفوذ الذى تحظى به الجماعة فى الحكومة ورئيس الدولة أعطاهم الشعور بالتميز والغطرسة، حسب مصطفى: «طبيعتهم إنهم بيستغلوا الأحداث الدرامية عشان يوصلوا للى هما عايزينه، ده مش وقت الكلام ده، إحنا فى كارثة». قبل عدة أيام كانت هناك تغريدة أخرى ل«العريان» تعقيباً على الأحداث المفجعة فى غزة، غير أن «البرلمان» ظل مسيطراً على حديثه حين قال: «هل يتصور وطنى أن تشهد حدودنا الشرقية بداية حرب وليس لدينا برلمان!.. لماذا لا يستفتى الرئيس الشعب على عودة البرلمان الذى انتخبه 32 مليون مصرى؟»، ويعقب «الجندى» على الأمر بقوله: إن «العريان» مجرد بالون اختبار للإخوان وإن ما يحدث الآن فى مصر نتيجة طبيعية للتخلف وتهالك المنظومات وعدم اكتراث القائمين على الحكم بمنظومة السلامة التى لا تستطيع الحكومة تطويرها، ويعاود الجندى حديثه عن تغريدة «العريان» بخصوص موقف الحكومة من وزير النقل جراء حادث أتوبيس الأطفال قائلاً: «فى الأنظمة التى تحترم شعوبها إذا وقع حادث مثل هذا سوف تتقدم الحكومة باستقالتها ولن يصنعوا من الوزير كبش فداء» مستطرداً: ما حدث فى عصر مبارك خير دليل على أن الأنظمة الديكتاتورية مستعدة لتطبيق تلك النظرية «وزير النقل محمد منصور استقال أيام المخلوع على خلفية حادث قطار العياط اللى راح ضحيته 18 فرد مش 50 طفل»، مؤكداً أن الحوادث سوف تتكرر وسوف يقوم الإخوان باستغلالها «دى عادتهم ومش هيشتروها، الأهم عندهم إنهم يركبوا على الشعب».