أثبت الأهلي بالفعل أنه مصدر سعادة المصريين، فوسط الأحزان والصدمات نجح الفريق في تخطي عقبة الترجي، وتوج بطلا للقارة الأفريقية للمرة السابعة في تاريخه منفردا برقم قياسي في إنجاز يحسب للبدري، المدير الفني للفريق ولاعبيه الذين تخطوا كل الصعاب وخرجوا من ملعب "رادس" بأغلى البطولات. نجح حسام البدري في التعامل مع الشوط الأول بشكل أكثر من رائع، بداية من اختيار تشكيل مقنع بعيدا عن العواطف، وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها خلال لقاء الذهاب، وفي نظري الدفع بالسيد حمدي، وكذلك أحمد شديد قناوي كان موفقا للغاية، وقاما بتشكيل جبهة قوية استطاعت تشكيل خطورة على مرمى معز بن شريفية طوال الشوط ، والضغط الذي اعتمد عليه البدري منذ بداية المباراة أثرعلى فريق الترجي الذي ظهر بشكل متوسط وارتبك لاعبوه طوال الشوط على عكس ماهو متوقع. البدري، نجح في تصدير التوتر للاعبي الترجي من خلال نجاح لاعبي الوسط والهجوم في الضغط المنظم والاعتماد على سرعة الثنائي السيد حمدي وجدو، وهما من نجوم الشوط الأول وكان نتيجة سيطرة الأهلي هو تسجيل الهدف الأول من هجمة منظمة من السيد حمدي الذي استغل فارق السرعة مع وليد الهيشري في صناعة كرة مميزة لجدو الذى يضع الكرة باقتدار في المرمى مسجلا هدف الثقة والمستحق في نفس الوقت، ويستحق البدري لقب نجم الشوط الأول بعد قيادته الناجحة للفريق. أما الترجي التونسي، في الشوط الأول فلم تظهر ملامح طريقة لعبه وظهرت خطوطه بعيدة غيرمتجانسة، وقام نبيل معلول بالدفع بكل أوراقه التكتيكية خلال الشوط، على أمل تسجيل هدف مبكر فطن له الأهلي، ولم يكن "معلول" موفقا في الدفع باللاعب يوسف المساكني الذي ظهر من البداية أنه غير جاهز للمشاركة، وقد يكون المدير الفني للترجي معذورًا في الدفع به لكثرة الغيابات في فريقه، والمتمثلة في قوة ضاربة مثل هاريسون أفول ومجدي تراوي، وبشكل عام الترجي فشل في التعامل مع الشوط الأول خصوصاً أن قلبي الدفاع وليد الهيشري ومحمد بن منصور غير قادرين على بناء الهجمة بشكل سليم وهوما استغله الأهلي في تسجيل الهدف الأول. وفي الشوط الثاني، استمر حسام البدري على نفس التكتيك الذي بدأ به المباراة حيث واصل لاعبو الفريق الضغط ورفضوا الرجوع إلى الدفاع، فكان من نتيجته هدف ثاني من وليد سليمان الذي نجح في تنفيذ الهجمة بشكل جيد للغاية وسجل الهدف بأعصاب هادئة وهو ما أدى لهبوط معنويات لاعبي الترجي وكان بإمكان أبطال الأهلي زيادة حصيلة المباراة ولكن رعونة وسوء الحظ أضاع فوزا تاريخيا للفريق الأحمر. استحق البدري بالفعل أن يكون نجم المباراة من الناحية الخططية حيث توقع أسلوب لعب الترجي ويؤخذ عليه فقط إشراك دومينيك دا سيلفا في الوقت الذي كنت أتمني فيه مشاركة محمد بركات ليكون اسمه ضمن قائمة الشرف في المباراة الختامية للمسابقة، ولكن يبدو أن الأنباء الواردة من تونس والتي أكدت تألق دومنييك دفعت البدري للدفع به، أما حسام غالي فتألق بشكل لافت للنظر فقام بدور دفاع وهجومي رائع وهو الفارق بينه وبين أي لاعب آخر في وسط الملعب، كحسام عاشور الذي هو الآخر لا غنى عنه وبشكل عام غالي يظهر قيمته كلاعب كبير في الأوقات الصعبة. بشكل عام الأهلي، استحق الفوز بعدما قدم الفريق مستوى أسطوري استحق من خلاله اللقب خصوصاً أنه الأفضل وصاحب الحظوظ الأكبر بحكم خبرة لاعبيه وقدرتهم على تقديم مستوى طيب.