تحدث الدكتور أبوالفضل بدران، أمين المجلس الأعلى للثقافة، في الصالون الذي عقده اتحاد الكتاب بمقر الاتحاد بعنوان "الإرهاب والثقافة"، وقال: "من خلال مشاهدتي للإرهاب وفي إحصائية صغيرة جدًا أثبتت أن جذور الإرهاب وأن قادة التطرف والإرهابيين هم من شباب الصعيد، ففي الإحصائية نحو 62% من الإرهابيين جذورهم من الصعيد، فنجد أن قادة الجماعات الإسلامية نشأت في جامعة أسيوط ثم انتقلت إلى جامعة المنيا". وأضاف بدران قائلاً: "يقول علماء الاجتماع في تفسير هذه الظاهرة إنها ترجع إلى غياب الدولة لتحل محلها القبيلة، ورغم مزايا القبيلة، لكن عندما تحل القبيلة محل الدولة هنا مكمن الخطر، والعامل الثاني هو كثرة الأسلحة دون رقيب، والعامل الثالث هو الأمية، والأمية الأبجدية ربما تكون أقل خطرًا من الأمية الثقاقية المتفشية في مصر، بالإضافة إلى عدم قدرة الجامعات على التأصيل لرؤية ثقافية فى المجتمع، ونظام التعليم الذي صار مبنيًا على التلقين بدلًا من الفهم والتفكير". وتابع أمين المجلس قائلاً: "من هنا يأتي أهمية دورنا في إيصال التنوير إلى المدارس والجامعات، وفي الحواري والأزقة، ومن هنا أدعو إلى برنامج ثقافي يضعه أعضاء اتحاد الكتاب المعنيون بإنقاذ مصر والعالم العربي من هذه الكبوة الثقافية التي يعيشها، وإذا كان الخطاب الثقافي لن يتم علاج كبوته إلا من خلال الاهتمام بالخطاب الثقافي، ولا أستطيع وحدي أن أضع روشتة دون مشاركة الأعضاء، لنعصم شبابنا من الانزلاق إلى مثل هذه الأشياء". وأشار إلى أن هناك اتفاق تعاون بين وزارة الثقافة مع وزارة التربية والتعليم، وذهب الوزيران لتفعيل البرنامج الاتفاقي الذى وقعه الدكتور جابر عصفور من قبل، داعيا إلى وضع تصور لإعادة المسرح المدرسي، وكيفية مسرحة المناهج المدرسية. وقال إنه يدعو المثقفين إلى الاشتراك في وضع المناهج الدراسية، ونعرف أن طلاب الثانوية العامة يشتكون من منهج اللغة العربية، وقرأت بعض الأشعار المقررة على الطلاب، فوجدت أنها تجعل الطالب يكره اللغة العربية والأدب والشعر، وأعتقد أن دور الأدباء يتضمن بالاشتراك في وضع المناهج التربوية والتعليمية، بدءًا من مرحلة ما قبل الابتدائية إلى الثانوية العامة، لأن هذه المناهج هي التي تؤصل إلى بوصلة عقل التلميذ، ومن هنا يأتى دور المثقفين الرائد فى العالم العربي".