العناية الإلهية وحدها هى من أنقذته، إذ شاء القدر أن ينجو من أحداث قطار أسيوط.. «أحمد» طالب بالصف الأول الابتدائى كان يستقل أتوبيس معهد «نور الأزهر النموذجى» عندما أوصله والده صباحاً وهو فى طريق عودته، فوجئ بأهالى قرية الحواتكة أسيوط يستقبلونه على مشارف بيته، «أتوبيس المعهد اتقلب» هرع الأب وهو يكاد أن تطير قدماه من على الأرض ليصل إلى مكان الحادث.. «كراسات ودم فى كل حتة» مشهد لم يجعل الأب يتمالك أعصابه إلى أن سمع بوجود 15 طفلاً تم نقلهم إلى مستشفى جامعة أسيوط، استجمع الأب أعصابه وقرر أن يذهب ليرى إن كان ابنه على لائحة المصابين أم أصبح أشلاء تحت عجلات القطار، لحظات من القلق والخوف انتهت فور اطمئنان الأب على ابنه الذى أصابه جرح قطعى عميق أسفل عينه اليمنى وفى انتظار إجراء عملية تجميلية للطفل. «ابنى الحمد لله مكانش قاعد فى الأول وفضل فى الكرسى مشفش حاجة» قالها «خلف عبدالرحمن» 33 سنة شاكراً المولى عز وجل، الأحداث تبدأ عندما أوصل الأب ابنه إلى المدرسة الساعة السابعة صباحاً وبعد أن رآه يدخل الأتوبيس واطمأن عليه، وبعد مرور ربع ساعة فوجئ الأب بخبر الحادث، فوصل إلى مكان الواقعة ولم يجد سوى أحذية متناثرة وجثث مغطاة بملايات بيضاء كستها الدماء، فأخذ يدور حول الجثث متخوفاً من وجود طفله ابن ال6 سنوات بين الأشلاء.. «يا جماعة جتلنا إشارة من مستشفى أسيوط فيه 15 مصاب اللى لسه ملقاش عياله يروح يقرى الكشف اللى متعلق على باب المستشفى» لحظات وكان «خلف» أمام مستشفى «جامعة أسيوط» ينظر إلى الكشف الذى يحوى أسماء 15 مصاباً بعضهم فى العناية المشددة والبعض إصابات طفيفة، ومن بين الأسماء رأى «أحمد خلف عبدالرحمن». «بابا أنا عاوز أروح» كلمات الطفل «أحمد» ونظرات الخوف تملأ عينيه من هول الموقف الذى تعرض له بعدما فقد أغلب أصدقائه لم يجد الأب سوى طمأنة صغيرة بعد أن أكد له أطباء الرمد أن الإصابة لم تؤثر على نظره وأنه جرح قطعى سيحتاج إلى عملية تجميلية وسيخرج فى خلال يومين على الأقل، الأتوبيس ضم عدداً من أطفال قرى مختلفة: «المندرة - الحواتكة» من متصدرى قائمة الإصابات والوفيات. التعويضات التى قررت وزارة التأمينات صرفها لأهالى الضحايا والمصابين يعلق عليها «خلف»: «مفيش حاجة ممكن تعوض الأهل عن ضناهم، وأنا مش ناظر لأى تعويض.